المقالات

المعرفة تنتمي للجنس البشري… (لويس باستور)!!

الكيميائي الفرنسي “لويس باستور” أحد أشهر مؤسسي علم الأحياء في العالم، الذي عاش في الفترة (1822م-1895م)، قال عبارته الرائعة والتي ظلت عالقة في الأذهان تتردد إلى وقتنا الحاضر: “العلم لا موطن له لأن المعرفة تنتمي إلى الجنس البشري، والعلم شعلة تضيء العالم أجمع”.
ومن مصاديق هذه العبارة نجد أن العلماء الذين أثرو البشرية وخطت بأبحاثهم وبعلمهم واكتشافاتهم خطوات متقدمة إلى الأمام، كانوا من أعراق وملل ولغات ونحل مختلفة، وهذه من نعم الله -سبحانه- على الإنسان التي من أجلها خلقه على هذا الكوكب الجميل وصيره خليفة فيه.
ويعد المثل الشهير القائل:” اطلبوا العلم ولو في الصين”، والذي رقاه البعض لأن يكون حديثا مرويا عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، إلا أن بعض علماء الأمة ضعفه لعلل يعرفها رواة الحديث، لخير دليل على أهمية التبادل المعرفي بين البشر، بغض النظر عن العرق والجنس والديانة، لأن أغلبية الشعب الصيني يعتنقون نوعا معينا من الدين الصيني الشعبي، والبعض منهم لادين لهم بالمطلق.
دعاني للكتابة رسالة وصلتني على الواتس في هذا المضمون من الأخت الأستاذة الدكتورة “ميرفت محمد” الخبيرة في القانون الدولي والتحكيم في مصر؛ الرسالة منسوبة للعالم المصري الأمريكي الشهير “فاروق الباز” الذي عمل في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر؛ أترككم مع ما جاء في الرسالة بدون تعليق:
تخيلوا لو أننا لا نسمع المطربة (فيروز) لأنها أرثوذكسية…!؟ ولا نعترف بالشاعر السوري (نزار قباني) لأنه شيعي علوي؟ ونمحو الشاعر العراقي “بدر شاكر السياب” صاحب قصيدة “المومس العمياء” من الذاكرة لأنه سني! ولا نقرأ للأديب (محمد عيسى الماغوط) لأنه إسماعيلي! ولا للناقد السوري (علي سعيد) الشهير “أدونيس”، ولا للسياسي السوري (محمد سليمان) الشهير ب “بدوي الجبل” لأنهما علويان! ولا ندرج الأب الروحي للسياسة السورية (فارس الخوري) في كتب التاريخ لأنه مسيحي! أو (سلطان باشا) الأطرش لأنه درزي! ونتحفظ عن الضحك ونمتنع عن الفرح لأن الفنان (دريد لحام شيعي)! كان (المهاتما غاندي) ملهم للكثير من الأحرار وهو هندوسي!!! العبقري الإنسان وعالم القرن (ألبرت أينشتاين) أعطى الكثير من العلم للبشرية وهو يهودي الديانة!!! العالم الأمريكي (توماس أديسون) الذي أضاء الدنيا باختراعه للكهرباء، فهل نعيش في الظلام لأنه كان ملحداً لا يعترف بأي دين!! العبقري (ستيف جوبز) السوري الأصل ابن الجندل اعتنق البوذية فلماذا لا نقاطع آبل، وماكنتوش، والحواسيب، والجوالات، وأجهزة الحاسب المحمول، لأنها من اختراع رجل لا ينتمي لديانتنا!
كفوا عن مقاطعة (الإنسان)، وقاطعوا (الشر) داخلكم الذي حرمكم من هويتكم وتراثكم ومن علمكم، العلوم والمعرفة ترجمها العرب من التراث اليوناني القديم، ولم يقاطعوها لأنها وثنية!! إن الحكمة “ضالة المؤمن”، حيث وجدها أتبعها، والإنسان الذي يتقوقع ولا يتواصل مع الآخرين لمجرد تعصبه لفكر أو لديانة أو لمذهب أو لشخص معين.. ينتهي علمه وأدبه ويرجع إلى ما قبل كتب التاريخ…!
لا تغيروا أديانكم، ولا معتقداتكم، لكن احترموا الآخر وحقه في الحياة؛ احترموا الإنسان لتنعموا بالأمان. انتهت الرسالة.
وأخيراً أستشهد بالتالي: هل يمكن عدم الاستفادة مما قدمه عالم القرن وثاني شخصية بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تأثيرا في البشرية السير (إسحاق نيوتن)، والذي يعد من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد رموز الثورة العلمية، فقط بسبب عرقه وديانته!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى