فعلًا ما هو ضروري تجاوب على كل سؤال! بعض الإجابات قد تضر بالصالح العام أو تتعارض مع المصالح الوطنية، وبعض الأسئلة هدفها انتزاع إجابة ثم تحريفها وتأويلها حسب الأهواء والمقاصد.
استهليت مقالي بهذه المقدمة؛ لأن المعروف عن المجتمع السعودي أنه عاطفي بالفطرة يهوي مساعدة الآخرين وتقديم يد العون لهم، وهذه صفة محمودة حث عليها ديننا الحنيف إلا أن الإسراف فيها بقصد أو بدون قصد قد ينتج عنه آثار سلبية لم تكن في الحسبان تضر بالفرد والمجتمع، وربما تتجاوز ذلك إلى الإضرار بالأمن الوطني.
وأقلها ما يقدمه البعض من معلومات إضافية بدعوى التعاطف والمساعدة عن مكان ما يحمل أهمية أمنية أو قيمة وطنية، ومن منطلق التفكير في أن من كتم علمًا ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة، دون مجرد التفكير عن سبب السؤال أو شخصية السائل أو تبعاته.
وقد يترتب على ما يدلي به من معلومات استهداف ذلك الموقع الهام أو تلك الشخصية الهامة، وإيقاع الخسائر المادية والبشرية الطائلة بسبب تلك الإجابة العفوية.
وفي الآونة الأخيرة تعددت وسائل الاستفسارات؛ فتجاوزت الأساليب القديمة المعتادة المتمثلة في سؤال المارة وسالكي الطريق إلى وسائل أكثر تقنية وأفضل انتشارًا وأسرع تأثيرًا وأكثر ضبابية لتضليل الرأي العام وزعزعة الأمن، وجلب الكوارث حينما يتولى الرد عليهم أناس بسطاء سطحيون لا يجيدون التفكير العميق من زوايا متعددة.
فالأولى بالمثقفين والإعلاميين والمعلمين وخطباء المنابر وأصحاب الرأي تثقيف هذه الشريحة من المجتمع على عدم التسرع في الإجابة، وإلقاء المعلومات جزافًا لمن عرفت ومن لم تعرف، احذر… تسلم، وتعوّد على التفكير العميق والإجابات المختصرة، وضع نصب عينيك أن من قال: لا أدري فقد أفتى.
– كاتب رأي ومستشار أمني