همس الحقيقة
منطقيًا وعقلانيًا لا يمكن لصنّاع القرار بصرف النظر عن هويتهم، وإن كان عندي قناعة تامة أنهم من خارج إدارة شركة نادي الاتحاد؛ لأن إصرارهم على إبقاء كريم بنزيما رغم الفشل الذريع الذي حدث له بالموسم الماضي أن لديهم من”المبررات” القوية التي دفعتهم إلى “التمسك” به وفق حوارات تمت معه؛ وبحضور الرئيس التنفيذي والمدير الرياضي، وعلى إثرها وصلوا إلى صيغة “اتفاق” لا نعلم خفاياه، وإن كان هناك من سرّب “معلومة” لا نعلم مدى صحتها أنهم “وافقوا” على كل طلباته التي تتلخص بأن تترك له شخصيًّا مهمة اختيار المدرب وأسماء اللاعبين الأجانب الذين يشكلون منظومة متكاملة لفريق يستطيع أن يكون له شأن كبير في هذا الموسم محققًا على الأقل بطولة من البطولتين.
-كلامي هذا أرجو أن لا يفهم منه أنني ضد الموقف الذي اتخذه الرئيس”المستقيل” المهندس لؤي ناظر الذي اتخذ قرارًا “شجاعًا” أفضل من أن نسمع منه مقولة: “ليس كل ما يعلم يقال” أو يظهر بتصريح يقول فيه حينما هممت بتقديم الاستقالة وجدت تهديدًا بحرماني من العضوية، مع يقيني أن أبا هشام لم يقبل بترشيح نفسه لمنصب الرئيس إلا بعدما اطلع على تفاصيل التفاصيل عن الوضع العام للنادي من جميع النواحي، وقام باتصالات مع صنّاع القرار من خارج النادي سواء على مستوى وزارة الرياضة، والمشرف العام على برنامج الاستقطاب، وأطراف أخرى لهم علاقة مباشرة بصنع القرار الأخير، وبالتالي لم يكن ظهوره في مؤتمر صحفي عقب تزكيته من أعضاء الجمعية العمومية وإطلاقه بتلك التصريحات الصريحة “غباءً” منه إنما أعتقد أنه تعمّد ذلك آخذًا في الاعتبار بالمثل الحجازي القائل “قيس قبل الغطيس”؛ فكانت لغة القياس عنده لأعماق بحر به أمواج، قد تمر بها عواصف لا يعرف عواقبها أن يرى ردود الفعل من البداية لتصريحاته ومدى التقبل لمبدأ “الشفافية” التي سيتعامل به مع صناع القرار ومع جمهور الاتحاد، وحينما شعر بوجود عثرات لا تخدم المصلحة العامة بما فيها مصلحة ناديه، وأن أرضية العمل لا تتوفر فيها الأجواء المناسبة، فضّل “رفع الراية البيضاء” لتبقى سيرته عطرة “وزي ما دخل بالمعروف خرج بالمعروف”، وهذا موقف يدل على ما يتمتع به من”حكمة” بالغة خير له من”دوشة كلام” وردود أفعال تضعه وتضع ناديه في مطبات نتائجها خسائر فادحة، ومن بينها خسارته “لرجال” اعتز بمعرفتهم في الآونة الأخيرة أو سابقًا.
-رب سائل يسأل لماذا المهندس لؤي المشعبي وبقية أعضاء المؤسسة غير الربحية قبلوا بالاستمرار بعدما أصبح لهم المشهد أمامهم واضحًا جدًّا وأن ليس لهم من الأمر أي شيء؟
الجواب: ببساطة أرى من وجهة نظري أنهم اتخذوا قرارًا “ذكيًّا” بقبول الاستمرار، وأن أي قرار سوف يتخذ له علاقة بالتعاقدات يصبح أمام كل الاتحاديين والرأي العام خارج مسؤوليتهم ولا يتحملون تبعاته، إنما تقع على “صناع القرار” متفاعلين مع شطر بيت شعر لأغنية تغنى بها الفنان عبدالحليم حافظ نصه: “واللي شبكنا يخلصنا”.
-بما يعني أن الذي شبك نادي الاتحاد مع اللاعب كريم بنزيما هو من سيخلصه من اشتباك سوف يؤتي ثماره في جميع الأحوال ل” مصلحة الاتحاد”؛ وذلك بتلبية كافة طلبات اللاعب فإن”نجح” فهذا هو المطلوب وإن فشل نعود من جديد لبيت القصيد “يللي شبكنا يخلصنا” ليتحمل صناع القرار مسؤولية “إصرارهم” على بقائه والتضحية بمدربين ورئيسين وخسائر مادية بسببه ودفع ثمنها الباهظ، وبالتالي باتت الكرة الآن في مرمى كريم بنزيما، وقد شاهدنا له تصريحًا يدعو ل”التفاول” فهل يثبت لمن “وقفوا معه ودعموه” أنه كان على حق أم يقدم الدليل القاطع أنه هو “الفاشل” ليكسب رهان
“المصداقية” الرئيس المستقيل “بشرف” لؤي ناظر والمدربين نونو سانتو وغاياردو.