المقالات

فكرة..لمفهوم مأمول

تُعد الفكرة الابتكارية مؤشر عالٍ في التفكير للشخص المتميز، أو لمجموعة أشخاص متميزين، وفي أحد التعاريف للتفكير الابتكاري ووفقاً لما ورد في الشبكة العنكبوتية: “هو ما ينطوي على توليد أفكار جديدة مبتكرة، والتشكيك في المعايير الراسخة، وإيجاد حلول جديدة للقضايا المعقدة. ويتجاوز التفكير الابتكاري الحلول التقليدية للمشكلات من خلال تشجيع الأفراد على استكشاف مسارات غير تقليدية، وتبني الغموض، وتحدي الوضع الراهن”. وما يشمله هذه التعريف من رؤية بعيدة، وشغف كبير، وعزم، وإرادة صلبة، والتفكير بعمق وتوسع، مع سعة أفق. وما زلت أتذكر جيداً وعلى سبيل المثال أحد رجال الأعمال الوطنيين والذي يرحب بالأفكار المفيدة والجديدة ويتناقش مع أصحابها وصولاً إلى اتفاق واضح في معظمه يكون بمثابة الشراكة مابين طرفين..فطرف عليه الفكرة والجهد المبذول، والطرف الآخر الدعم المادي والمعنوي إلى أن ترى الفكرة النور في صورة مشروع تجاري ماثل وقائم على أرض الواقع.

وما دعاني لهذه المقدمة بعد الاطلاع على رسالة موجهة من خلال برنامج الواتساب من المواطن الطموح خالد بن عبدالله بن عوض الله ونص رسالته كما يذكر: “في رأسي فكرة للمكيفات.. وهي وضع(مستشعر) بحالات جسم الإنسان النائم فإذا ارتفعت درجة حرارة الجسم يزيد التبريد، وإذا انخفضت درجة حرارته يفصل التبريد وهكذا… ومن الممكن أيضاً إضافة مؤثرات صوتية ترتبط بحالات النوم، والسكون، والأرق لدى الإنسان حسب ذوق الشخص واختياره مثل: ( سماع آيات من القرآن الكريم، أومؤثرات صوتية، أوصوت الأمواج، …..وهكذا) والتقنية الحديثة قادرة على ذلك.” والجميل في مجريات فكرة هذا المواطن مشاركة الشاب أ. سهيل بن فهد وهو من شباب الوطن المبدعين حيث أيد الفكرة عبر نقاشات هادفة وبحكم تخصصه العلمي حيث يقول عنها: “فكرة جميلة ورائعة فيما يخص التكييف وربطه بدرجة حرارة الإنسان..تنفيذه ممكن وبسيط وله حلول كثيرة. أما ما يخص النوم فهذا يحتاج إلى حلول طبية بمساعدة الذكاء الاصطناعي وموجود منها تطبيقات كثيرة للأرق وغيره مثل( Sleepio ) بحيث تحتاج إلى خوارزميات معقدة مناسبة للاضطرابات المختلفة للنوم..طبعاً تحتاج تدريب أكثر(الخوارزمية)؛ حتى تنجح مع المتابعة من المختصين، فالتقنية متسارعة والأبحاث جارية في هذا المجال” وحقيقة جميل مثل هذه المداولات الفكرية العلمية في مثل هذه الابتكارات.

إن من المؤكد أن الشركات، والمؤسسات التجارية في مختلف دول العالم تراهن على الأفكار والمشاريع المستقبلية المبتكرة. فهي في الأساس تبحث عنها وتتبناها وخاصةً إذا كان لها مردود مادي كبير؛ لضمان زيادة عوائدها المالية وبالتالي إضافة جيدة لقوة مركزها المالي، مع الإيمان بأهمية استمرارية المنافسة مع الجهات المماثلة. وهنا من المأمول العمل به من قبل شركاتنا، ومؤسساتنا الوطنية الرائدة في دعم وتبني مثل هذه الفكرة وغيرها من الأفكار المبتكرة، والمشاريع الجديدة لشباب آخرين، بل يفترض أبعد من ذلك في تبني أشخاص لهم القدرة على الابتكار، والإبداع، والتغيير، والتجديد وبمختلف الأعمار والفئات. وهذا بطبيعة الحال ليس بمستغرب في ظل رؤية المملكة الطموحة 2030 وتحديداً في المجال الاقتصادي(بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح) وخاصةً وأن لدينا تجربة حكومية ثرية عبر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) للطلاب الموهوبين في شتى المجالات الحياتية فنحن بكل تأكيد نحلم؛ لنحقق كل ما نأمله. وحقيقة لا ينتظر أبناء هذا الوطن المعطاء إلا الدعم، والتشجيع، والتقدير فهم يملكون الفكر المناسب، والجهد المتواصل، والجرأة المطلوبة عبر التفكير خارج الصندوق؛ لتوليد الأفكار الفريدة، ومن ثمّ الإبداع، والخروج بالمنتج الجيد والمنافس والله ولي التوفيق والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى