تُعتبر القيادة من أهم العوامل المؤثرة في المنظمة التي تسعى لجودة منتجاتها أو الخدمة التي تقدمها في سبيل تحقيق القدرة التنافسية في السوق، وتحسين الصورة الذهنية لهذه الخدمات أو المنتجات التي تقدمها.
فالقائد الفاعل هو الذي يستطيع التأثير في فريقه من خلال مهاراته وقدراته التي يمتلكها والعديد من السمات الأسلوبية الأخرى التي يتسم بها كالذكاء، وأسلوب حل المشكلات على سبيل المثال؛ بالإضافة إلى العديد من المهارات التي تحقق للمنظمة تميزها، وهذا يتطلب بناء العديد من المهارات لديه من أجل القدرة على التأثير في فريقه.
فتناغم الفريق وفاعليته تتطلب أن يكون لدى القائد العديد من المهارات الاجتماعية والوجدانية التي تسهم في تحقيق أهداف المنظمة والتأثير في الفريق الذي يعمل فيها، ومنها: الذكاء العاطفي الذي يجعل القائد يتحكم بمشاعره وأحاسيسه، كما يُعزز مهارة الاستماع والإنصات لديه؛ ويخلق فرصًا تميزه وتحقيق النجاح في إدارته، فضلًا عن بعض المهارات مثل: الذكاء الاجتماعي، وفهم فريق العمل لديه، ومعرفة قدرات كل واحد منهم وخصوصيته، واختيار المهام التي يقوم بها وإتقانها؛ مما يضمن نجاح ذلك الفرد في مهامه التي تتوافق مع أهداف المنظمة، وهذا يجعل المنظمة تحقق الفاعلية بين القائد وأتباعه.
ومن أهم تلك المهارات الإنصات الذي يُعد من سمة القادة الفاعلين المؤثرين الذين لديهم بُعد نظر وفهم لعوامل التأثير في العاملين في المنظمة، وسعي حثيث نحو التميُّز، واستثمار قدرات الآخرين من أجل الإبداع واستثمار المواهب التي لديهم بما يُعزز لديه الرؤية البعيدة، ويمكنه من استشراف المستقبل؛ حيث إن الاستماع للآخرين ومنحهم الفرصة لتوضيح وجهات نظرهم يمكنهم من شحذ هممهم نحو المشاركة الفاعلة لإبهار الآخرين بتميزهم وإبداعهم.
فالقائد المنصت والمستمع الجيد يعي أهمية الذكاء العاطفي والاجتماعي في سبيل صناعة التأثير في الآخرين؛ للكشف عن قدراتهم وإمكاناتهم التي تظل نقاط ضعف ما لم يتم اكتشافها والاستفادة منها في صالح المنظمة وتقويمها.
فالصمت طريق المبدعين، والإنصات سبيل الذين يرغبون في التميز ولا يستأثرون بالحديث، وإنما يعطون الطرف الآخر فرصة لإبداء الرأي وإظهار القدرات واستثمارها في نجاح العمل وتحقيق الأهداف والوصول نحو التميز، فكم من قائد أبدع بالاستماع، واستثمر القدرات والمواهب بالإنصات، وتمسك بهدوئه واستثمر قدرات فريقه، وتجاوز قصر النظر إلى بُعد النظر؛ علاوة على الاستئناس بأفكار فريقه التي هي محط الإبداع وطريق التميز.
فقيادة الآخرين سبيلها الإنصات وطريقها الإصغاء؛ ليعبروا بما لديهم من أفكار بأسلوب مؤثر ومحفز للآخرين نحو الإبداع واستثمار قدرات الآخرين لتحقيق تميز المنظمة، وتكامل الجهود، فتتحد الرؤى، ويتمايز الأفراد فيما بينهم بواسطة تفعيل قدرات كل فرد، وتكاملها مع بقية أعضاء الفريق، ويغلف هذا العمل التعاون والعمل الجماعي دون استئثار لأحد على آخر، فالجميع يكسب ويتميز من أجل المنظمة وتميزها.
إن الذكاء العاطفي يُعدُّ أحد العوامل المهمة والمؤشرة على تميز القائد في هذا الجانب من خلال إنصات هادف يشجع الطرف الآخر على إبراز قدراته والاستفادة منها، والاستماع لما يتم طرحه بين الطرفين؛ لمد جسور التواصل بين الطرفين، وعرض رؤى وأفكار كل طرف على الآخر دون مقاطعة أو استحواذ على الحديث ونقاشه على حساب الطرف الآخر، وبذلك كله تتحقق أهداف القيادة المرسومة من أجل الارتقاء بالمؤسسة وتطويرها.
0