المقالات

معالي دكتور (بنتن)… بصمات في الذاكرة!!

إصدار جديد لأخي الكريم معالي الدكتور محمد بن صالح بنتن، وزير الحج والعمرة السابق، يحكي عن سيرته ومسيرته الحياتية، كتاب أنيق ومقروء، من الحجم المتوسط بعنوان: “بصمات في الذاكرة” بعدد (238) صفحة.
الكتاب حظي بمقدمة جميلة من معالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام الأسبق وسفير خادم الحرمين الشريفين في أكثر من دولة.
في الكتاب تجد صورة الطفل الذي تربّى في حضن أسرة مكية محافظة، كانت حياته مليئة بالتحديات، غير أنها مستقرة، وسعيدة على الرغم من الظروف الحياتية الصعبة التي كانت تعيشها معظم الأسر المكية في تلك الفترة الزمنية.
تكلّم عن بداية دراسته في مكة المكرمة، في مدرسة الفلاح التي لم يكن يميزه عن أقرانه شيء! كان مستواه متوسطًا وكان أساتذته لا يرون منه إلا جانبه الشقي، ليصبح بفضل تشجيع أحد أساتذته الذي عرف كيف يحوّل هذا الطالب العادي إلى آخر موهوب ومتميز في مادة الرياضيات، وكيف أخذ أستاذه يشجعه ويحفزه على مزيد من التميز والتفوق، ومن ثم إلى المرحلة الجامعية ومروره بفترة غير مستقرة بسبب طموحه ووجود الفرص والخيارات المتعددة في تلك الفترة، فالتحق بجامعة الملك سعود بالرياض أولًا؛ لينتقل بعدها إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقت أن كانت كلية؛ بعد أن كان همه منصبًا ليصبح طيارًا، ليغير رأيه تحقيقًا لرغبة والده الذي حثه ليصبح مهندسًا.
بعد تخرجه من قسم الهندسة الكهربائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، غادر في رحلة دراسية إلى جامعة (بولدر) في ولاية كلورادو الأمريكية، وما صاحب هذا الارتحال في طلب العلم من مثاقفة ومخالطة بثقافات وعادات مختلفة، أثرت في حياته العامة وأكسبته المزيد من الخبرات التي ساعدته في مسيرته الحياتية بعد ذلك.
بعد عودته من الابتعاث حاملًا درجة الدكتوراة، أصبح عضوًا أكاديميًا، ورئيسًا للقسم، وعميدًا للكلية في فترة وجيزة متقدمًا على الكثير من زملائه، رغم أنه كان يشارك في أنشطة الكلية المختلفة؛ الطلابية والاجتماعية والثقافية بوسطية على الرغم من التقلبات والاتجاهات الطلابية في تلك الفترة.
انتقل للعمل وكيلًا لوزارة الحج والعمرة في فترة وزيرها الأسبق
الدكتور محمود سفر -رحمه الله- ثم مسؤولًا عن مؤسسة البريد السعودي والنجاحات التي تم تحقيقها؛ وخاصة ما يُسمى بالعنوان الوطني والصعوبات التي واجهها لإكمال هذه المهمة بنجاح.
ثم العودة مرة أخرى لحمل حقيبة وزارة الحج والعمرة، والنجاحات التي تحققت وخاصة في توظيف التقنية في خدمات الحج والعمرة، وتسهيل عمليات التأشيرات، والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من وقت قدومهم إلى عودتهم لبلادهم بعد أداء الفريضة.
إنها سيرة ذاتية عطرة، عن شخصية سعودية عصامية، نالت ثقة القيادة في تقلد العديد من المناصب، إنها مليئة بالمواقف والأحداث والنجاحات والصعوبات، إنها بلا شك ستكون مُلهمة للكثير من الشباب السعودي الطموح، ليستفيدوا من هذه التجارب الغنية في حياتهم المستقبلية.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى