المقالات

معركة «باِلقُرب»

دوّنت موسوعة جينيس للأرقام القياسية العديد من الأحداث العالمية التي كانت الأولى من نوعها وفق السيناريوهات التي رُسمت لها ، وفي اعتقادي أن ضربات إيران للعدو الإسرائيلي تستحق التوثيق في الموسوعة ليس لتاريخها المميز في 24-4-2024 ، ولكن لأنها من الحروب «الكاذبة» بدليل أنها لم تسفر عن أية خسائر للعدو في الممتلكات والأرواح.

الإعلام بات جزءًا من اللعبة ؛ ولهذا لم تخلُ معركة «باِلقُرب» من السذاجة الإعلامية على مستوى الأخبار المضللة والمفبركة.
فقد نشرت قنوات إعلامية وحسابات إخبارية – ومن بينها القناة 12 الإسرائيلية- خبرًا مفاده أن إيران «أطلقت ما مجموعه نحو 100 طائرة مسيرة وصواريخ كروز على أهداف إسرائيلية» ، وجميعها وقعت بِالقُرب من الأهداف الإسرائيلية، ولهذا أسميتها معركة «باِلقُرب».

ورغم تخوف الإسرائيليين قبلها من ردة فعل إيران المتوقعة على خلفية قصف قنصلية طهران في دمشق مطلع أبريل الماضي، إلا أن الطائرات الإيرانية المسيرة ضلّت طريقها وتراعدت رُكَب منفّذها فلم تصل الحدود الإسرائيلية واكتفت بالسقوط باِلقُرب من الهدف وتحديدًا في الدول المجاورة!

ما يُعزز دخول معركة «باِلقُرب» موسوعة جينيس للأرقام القياسية هو اطلاع الاستخبارات الأمريكية المسبق على تفاصيل السيناريو الإيراني، وعلى موعد إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ، ومعرفة المواقع المستهدفة ، مما ساعد في خروج قادة الجيش الإسرائيلي من جحورهم يتراءون تلك الصواريخ كما يتراءى أهالي غزة هلال رمضان ، بينما الولايات المتحدة الأمريكية كانت ترسل حاملة الطائرات بداعي حماية إسرائيل وهي من خلال «مراصدها» الاستخباراتية على علم مسبق بالمواقع التي تستهدفها إيران، لكن الحملة الإعلامية التي سبقتها كانت لذر الرماد فقط، وحتى يكتمل سيناريو الإثارة وفصول المسرحية أكد مسؤول استخباراتي أمريكي لـ cnn أن إيران ستنفذ ضربات ضد أهداف متعددة داخل إسرائيل مما جعل العالم عن بكرة أبيه ينتظر اللحظة المنتظرة والحاسمة ولكن…

ختامًا
معركة «بِالقُرب» إذا لم تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر الحروب فشلًا في تحقيق أهدافها المعلنة فسوف يدونها التاريخ وذاكرة الشاب الفلسطيني على أنها أكبر خدعة ، فقد كانت مجرد خدمة قدمتها إيران بمساعدة الأمريكان وعصابة الإخوان للعدو الإسرائيلي، وغطاء لجرائم نظام نتنياهو ضد الإنسانية وشاهدة على تمدد وتوسع اليهود في غزة، وتهجير الفلسطينيين وإخراجهم من بيوتهم وسط مزاعم التهديد لأمريكا وإسرائيل.
معركة «باِلقُرب» عبارة عن «وهم» خدع الفلسطينيين واكتشفوا فيما بعد أنه مجرد «لغم» فجر مشاعر وأفئدة الأبرياء وأتمنى أن يتعلموا الدرس ، وألّا تخدعهم صواريخ الحوثي المصنوعة في إيران.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا وتقديرا للاستاذ عبدالله احمد الزهراني في اجمل الرد المهذب والاسلوب الراقي على التيس مثل ماتفضلت بارك الله فيك وفي لسانك ويدك التى تكتب دفاعا عن بلدنا المعطاء
    واخيرا لا اخرا
    بيض الله وجهك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى