المقالات

أبحاث (أساتذة) الجامعات…أحد المصادر الذاتية للدخل!!

لا قت أطروحة الدكتوراه في مجال علم “الكونيات” التي قام بإعدادها الطالب الإنجليزي “ستيف هوكينج” في عام 1966م بجامعة كامبريدج إقبالا كبيراً من الجمهور منذ اليوم الأول من نشرها في شهر أكتوبر من عام 2017م، لدرجة أن تعطل قسم النشر بالموقع الإلكتروني في جامعة كامبريدج البريطانية التي تخرج فيها.
جامعة “كمبريدج” تعد أكثر الجامعات تميزاً في العالم، تأسست في عام 1209م؛ خرجت الكثير من العلماء من أبرزهم “ستيف هوكينج” العالم الذي يعد أذكى وأشهر علماء فيزياء الكون في العالم، واستاذ ووريث العالم السير “إسحاق نيوتن” في رئاسة الكرسي اللوكاسي.
فقد حاول أكثر من (500) ألف شخص القيام بتحميل البحث العلمي للبرفسور “ستيف هوكينج”، والذي يحمل العنوان” خصائص الكون المتمدد”.
وصف الدكتور “أرثر سميث”، أحد أعضاء هيئة التدريس ونائب مدير الاتصالات العلمية بجامعة “كامبريدج”؛ تلك الأعداد الكبيرة من الأشخاص الراغبين في تحميل الرسالة أو قراءتها بأنها “مهولة”، فقد جرى تصفح البحث العلمي نحو مليوني مرة، من قبل نحو (800) ألف مستخدم من كل أنحاء العالم حسبما أفادت مصادر الجامعة.
وقد وصفت تلك الأعداد حينها بأنها أكبر بكثير من الأعداد التي حققها أي موضوع آخر في أرشيف جامعة “كامبريدج” البريطانية للأبحاث والذي يطلق عليه اسم مستودع (أبوللو)، وكانت أطروحة الدكتوراه الأكثر قراءة بعد أطروحة “ستيف هوكينج”، قد حققت (7960) مرة تحميل، في عام 2017م.
وأضاف “سميث”: “ربما أجازف بالتخمين أن أطروحة البرفسور “هوكينج” تعد أكثر الموضوعات التي لا قت إقبالا من الناس، في أي مستودع للأبحاث على الإطلاق، لن نشهد أرقاماً مثل تلك من قبل”.
وقد كتب البرفسور “هوكينج” رسالته، والمكونة من عدد (134) صفحة، حينما كان طالباً في برنامج الدراسات العليا، بكلية “ترنيتي هول” العريقة التابعة لجامعة “كمبريدج” البريطانية الشهيرة وهو في الرابعة والعشرين من العمر.
وفي السياق ذاته فقد كان على الراغبون في تصفح رسالة البرفسور “ستيف هوكينج” كاملة، أن يقوموا بدفع مبلغ وقدره (65) جنيهاً استرلينياً لخزينة مكتبة الجامعة، من أجل السماح لهم بتصوير الرسالة، أو الذهاب لقراءتها بأنفسهم في داخل المكتبة.
وقد قامت جامعة كمبريدج بعد ذلك بتشجيع أساتذتها على عرض أعمالهم، وأبحاثهم العلمية على الجمهور، أسوة بالعالم الفذ “ستيف هوكينج” لأن حبس المعرفة والمعلومات خلف الأبواب المغلقة لا يفيد أحداً حسب قول الدكتور “أرثر سميث”.
والجدير بالذكر أن أشهر الكتب العلمية للعالم “ستيف هوكينج”، والتي قام بتأليفها كان بعنوان “تاريخ موجز للزمن”، الذي يعد أكثر الكتب مبيعاً وقراءة في التاريخ، حيث بيعت منه حوالي عشرة ملايين نسخة، وجاء في المرتبة الثانية بعد “الأنجيل” من حيث المبيعات وعدد القراء.
ولعل هذا يكون دافعاً قوياً للجامعات لحث أساتذتها المتميزين في البحث العلمي المنتج لعرض نتائج أبحاثهم وأفكارهم العلمية من براءات اختراع وأفكار إبداعية واكتشافات بدلا من تركها حبيسة لأرفف المكتبات.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى