المقالات

أندية المسرح بالجامعات السعودية.. أين صناعتها الثـقافية؟!

تُعد أندية المسرح في الجامعات السعودية منصات هامة لتنمية المواهب الفنية والإبداعية لدى الطلاب؛ مساهمة في إثراء الحياة الثـقافية على الحرم الجامعي من خلال تقديم عروض مسرحية متنوعة، وتوفر فرصًا لتطوير المهارات الأدائية والتعبيرية للطلاب المشاركين في الأنشطة المسرحية؛ مما يُعزز الحراك الثـقافي والفني في المجتمع المحلي عبر مشاركة الأندية في مهرجانات ومسابقات مسرحية.
وهنا أقف معاتبًا.. أبا الفنون.. وهو لقبٌ عُرف به المسرح على الساحة الثـقافية منذ ولادته الأولى في المملكة وبقية دول العالم؛ لأقول: أندية المسرح بالجامعات السعودية.. أين صناعتها الثـقافية؟! وجهودها في صناعة الثـقافة؛ من تنظيم ورش العمل والندوات حول الفنون المسرحية لتـثـقيف الطلاب وتطوير مهاراتهم، وإنتاج العروض المسرحية الأصيلة التي تعكس الهوية الثـقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي، والمشاركة في المهرجانات المحلية والدولية لتبادل الخبرات وتعزيز الحضور الثـقافي السعودي، إلى جانب إنشاء الفرق المسرحية والطلابية المتخصصة في مجالات التمثيل والإخراج والتصميم المسرحي، والحراك الذي كُنا نتابعه في الماضي عندما كُنا طلابًا.. بين الجامعة والجهات الثـقافية والفنية والمحلية لتنظيم أنشطة مشتركة لزيادة التنافس والتفاعل الثـقافي.
ولاستمرار مثل هذه الإرهاصات والحفاظ على ديمومتها أرى أن الحاجة ماسة إلى دعم مالي وإداري أكبر من قبل الجامعات لتطوير البنية التحتية للمسارح الجامعية؛ للتغلب على التحديات التي تواجهها؛ مع تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لرعاية الأنشطة المسرحية وإتاحة فرص للطلاب، وتطوير البرامج التدريبية والتخصصات المسرحية ضمن الخطط الأكاديمية للجامعات، والترويج للمسرح الجامعي وربطه بالمشهد الثـقافي الوطني لزيادة الوعي والمشاركة المجتمعية، والعمل على تحسين البنية التحتية والتجهيزات المسرحية.
وقد كانت لأندية المسرح في الجامعات السعودية دور محوري في صناعة الثـقافة وتنمية المواهب؛ لذا لا بد للجامعات من إدراج مسارات متخصصة في الفنون المسرحية ضمن الخطط الدراسية لها وإنشاء تخصصات أكاديمية في المسرح كالتمثيل والإخراج والتصميم المسرحي؛ لرفع منسوب المهارات الأدائية والفنية المسرحية، وإقامة شراكات مع مؤسسات ثـقافية محلية وإقليمية لتبادل الخبرات والمشاركة في الأنشطة، مع تشجيع التعاون بين أندية المسرح في مختلف الجامعات لتنظيم مهرجانات ومسابقات مشتركة، والأهم هو إشراك القطاع الخاص في رعاية وتمويل الأنشطة المسرحية الطلابية.
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الإلكتروني والإعلام الجديد بمختلف منصاته؛ نجدها فرصة سانحة لتسليط الضوء على إنجازات أندية المسرح وأنشطتها؛ وسط الحرص على تشجيع البحوث والدراسات حول دور المسرح في التنمية الثـقافية للطلاب، وتوثيق وحفظ الإنتاج المسرحي الطلابي كجزء من تراث الحياة الثـقافية الجامعية، مع نشر أعمال الطلاب المسرحية وإتاحتها للجمهور لتعزيز الوعي والمشاركة.. كما لا بد من مناشدة الجامعات لتوفير مساحات وقاعات مسرحية مجهزة لتقديم العروض والأنشطة الطلابية، وشراكة الجامعات أيضًا مع الجهات المعنية بالحراك الثـقافي كوزارات الإعلام والثـقافة؛ لتنظيم المهرجانات والعروض المسرحية؛ لإيجاد آفاقٍ أرحب لإتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة وتقديم مهاراتهم وإبداعاتهم وإثراء الحياة الثـقافية للطلاب وإبراز مساهمتها في صناعة الثـقافة والفنون.
ختامًا:
يبقى المسرح الجامعي.. جسرًا هامًا من جسور صناعة الإبداع الثـقافي في “المسرح”؛ الذي نعول عليه الحفاظ على القيم وترسيخ حضارتها باعتبارها جزءًا من تاريخنا المديد.. ناهيك عن معالجته للعديد من القضايا بأسلوب درامي أو كوميدي.. يزيد من عائداته ومخرجاته الثـقافية ضمن رسالته وأهدافه تجاه المجتمع.

محمد العواجي

كاتب صحفي - جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى