هو حمد بن محمد بن حمد بن محمد بن علي الهنيدي.
والهنيدي أسرة كريمة معروفة في الرس منها: محمد وعبدالله ابنا حمد بن محمد الهنيدي وأبناؤهما، وهم معروفون في الرس بالسمعة الحسنة والعلاقات الطيبة مع الناس، ويروى بأن الأسرة تنتمي إلى سنجارة من شمّر، ويلتقون فيها هم والجارد.
ولد حمد بن محمد المترجم له في الرس عام 1358هـ حسب ما ورد في بطاقته الرسمية، ونشأ بها مع أقرانه من شباب الرس آنذاك، ثم درس في المدرسة السعودية بالرس عند افتتاحها مع الدفعة الأولى فيها عام 1363هـ. كما دخل المرحلة المتوسطة ودرس فيها حتى حصل على شهادة الصف الثاني ثم ترك الدراسة بسبب مرض في عينيه. ثم تفرغ للعمل مع والده.
عمل المترجم له بوظيفة (كاتب) في الوحدة الزراعية في الرس اعتبارًا من تاريخ: 13/11/1383هـ لمدة عشرين عامًا، ثم أحيل للتقاعد بسبب ضعف بصره وعجزه عن العمل اعتبارًا من تاريخ: 9/8/1403هـ، وقد أرفقنا ما يثبت ذلك للتوثيق.
بعد أن تقاعد من الوظيفة الرسمية تم تعيينه من قبل أوقاف الرس إمامًا في المسجد الداخلي القديم الواقع في سوق الرس، واستمر فيه حتى وفاته 1430هـ.
يحفظ بعضًا من تاريخ الرس وبعض الأحداث التي مرّت عليه ويعرّفها بتاريخها، ويعرف تاريخ بعض الأشخاص ممن هم في سنّه. كما أنه يحفظ كثيرًا من الشعر والحكم والأمثال والقصص القديمة التي سمعها ممن سبقه من كبار السن؛ حيث كان يحضر مجالسهم مع والده في الرس، وكان كثيرًا ما يتحف زوّاره ومحبيه وجلساءه برواية تلك الحكايات والقصص، وهو ثقة ومتمكّن فيما يرويه من أخبار تاريخ الرس وأهله؛ وذلك في مجلسه المتواضع بعد صلاة المغرب من كل يوم في منزله في الحي القديم في الرس، وكانوا يأنسون بحديثه ويناقشونه عن أخبار الرس وتاريخه التي يعرفها، وهو ثـقة فيما يرويه من أحاديث وأخبار.
زرته في منزله في الرس مع مندوبين من دارة الملك عبد العزيز بالرياض بتاريخ: 22/11/1427هـ، وقد أجرت معه الدارة لقاءً مسجلًا عندما كانت في زيارة إلى الرس من أجل توثيق مصادر تاريخ المملكة الشفهي.
كان -رحمه الله- متواضعًا مرحًا، يستقبل زوّاره ومحبيه بالبشر والترحاب والبشاشة، كما كان يكتب الوثائق والعقود التي بين والده وسواه من أهل الرس، وكان خطه جميلًا متقنًا مقبولًا لدى القضاة والمواطنين.
يبدأ كتابته بالبسملة، ويختمها بقوله: (والله خير الشاهدين أو بالصلاة على رسول الله) كما يحرر تاريخها باليوم والشهر والسنة، وخطه جميل يعتني به.
من كتابته: كتب وثيقة وهي عن استلام قيمة إيجار دكان القبّان بالرس مبلغ (230) ريالًا إيجار سنة 1384هـ بشهادته وبشهادة حمد بن محمد البلي، وحررها بتاريخ:11/4/11386هـ.
كما كتب إقرارًا على مكفول له من إحدى الجنسيات على استلام جميع مستحقاته بتاريخ: 30/6/1417هـ أوردناه لمعاينة جمال خطه.
توفي في الرس فجر يوم الجمعة: 19/6/1430هـ بعد أن أعجزه المرض. رحمه الله وغفر له.
كتبه/ عبدالله بن صالح العقيل .. الرس.
من أعلام الرس
خالد بن عبد السلام القبلان. 2339ـ 1403هـ
هو خالد بن عبد السلام بن خالد بن علي قبلان بن عبد الله بن عمار، ويسمون (العماري) والأسرة ـ كما يُروى ـ ينسبون إلى جدهم عمار الذي خرج من رهاط بالحجاز واتجه إلى بقعاء ثم إلى القصيم ثم استقر في الرس في حوالي عام 1109هـ وتكاثرت أسرته فيها.
ولد المترجم له في الرس عام 1339هـ ونشأ بها مع أقرانه، وتربى في منزل والده عبد السلام الخالد القبلان الذي كان طالب علم. كما كان معروفًا في وقته؛ فهو ذو مكانة وسمعة حسنة وله كتابه بخطه، وتربى ابنه خالد على ذلك وكسب منه السمعة الحسنة والعلاقات الطيبة.
درس في كتاتيب بلدته مثل: الشيخ سليمان بن حمد الرميح قاضي رابغ القرآن وعلوم الدين، وعلى يد الشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش والشيخ سالم بن ناصر الضويان، تعلم منهما مبادئ القراءة والكتابة، وقرأ عليهما القرآن الكريم وحفظ بعضًا منه.
كانت أول كتابته عندما كان يجلس في دكان والده منذ عام 1355هـ. ثم كان يكتب الوثائق في الدين والقعود والإجارة والمبايعات وغيرها لأهل الرس في زمن الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان والشيخ محمد بن صالح بن خزيم والشيخ محمد بن عبد الله الصغيّر منذ عام 1359هـ حتى قرب وفاته، وكما كان معاصرًا للكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش، وكان موثوقًا بخطه لدى القضاة، وخطه جميل صحيح اللغة، ذو أسطر متناسقة ومعتدلة.
ثم تم تكليفه في السبعينيات الهجرية من قبل أهل الرس؛ ليكون ناظرًا للميزان المسمى (القبان) الذي يزن به أهل الرس مبيعاتهم في السوق القديم شرق مجلس أمير الرس عساف الحسين، وكان يقوم بتسجيل ما يتم وزنه في سجل خاص لديه.
وبعد أن تم افتتاح شرطة الرس عام 1382هـ واحتاج الناس تعيين عمدة لهم فتم تعيين الكاتب خالد بن عبد السلام في عام 1385هـ عمدة للرس لمدة طويلة حتى وفاته، وهو يعتبر أول عمدة يتم تعيينه في الرس. وكان -رحمه الله- متواضعًا سمحًا في التعامل مع الناس، وكان يخدمهم ويسهّل أمورهم.
كان يبدأ خطه بالبسملة وبقوله: (الحمد لله وحده) ويختمه بقوله: (وصلى الله على محمد)، ويؤرخه باليوم والشهر والسنة.
من كتابته: كتب وثيقة دين على إبراهيم بن مقحم لمحمد بن عبد الله المالك بشهادته وشهادة والده عبد السلام عام 1363هـ.
كما كتب وثيقة بيع دكان بالرس من علي أبو علي ومحمد بن حمد الهنيدي وعبدالله بن علي الصقعبي على عبدالله بن سعد الدهلاوي بمبلغ (3550) ريالًا بشهادته وشهادة كل من محمد بن عبدالله المالك وصالح بن منصور الضلعان، وحرره بتاريخ : 3 ربيع الأول 1377هـ.
كما استأجر الكاتب خالد من وكيل أوقاف الرس محمد بن إبراهيم الخربوش دكان الطوبان الكائن في شرق مجلس الرس القديم الذي هو وقف على قربة ماء في مسجد الرس القديم لمدة خمس سنوات، كل سنة مائتان وخمسة وسبعون ريالًا أولهن بتاريخ 7/11/1379هـ بشهادة عبيد بن محمد الغفيلي وعلي بن محمد العنيزان وخط محمد الخربوش.
كما كتب مجموعة أخرى من الوثائق والعقود غير ما ذكرنا.
توفي -رحمه الله- في الرس في عام 1403هـ بعد مرض لم يدم معه كثيرًا، وخلّف ثمانية من الأبناء الذكور وعددًا من البنات. رحمه الله رحمة واسعة وغفر له.