كانت ألمانيا متخلفةً ومبعثرةً بين عدد كبير من الإمارات الكسيحة؛ فقرر فريدريك الثاني أن يغير الوضع تغييرًا جذريًّا، وأن يوحّد هذا الشتات فوضع الخطط لتحقيق هذه الغاية الكبرى فغيَّر منهج التعليم، وكان هو مثقفًا ومعدودًا من رجال الفكر، وابتدأ بضم بعض الإمارات ثم فوجئت ألمانيا باكتساحها بواسطة نابليون؛ فاستثار ذلك حمية الفيلسوف فيختة الذي وجّه نداء إلى الأمة الألمانية، وقد عُرِفَت في تاريخ الفلسفة بـ(خطابات إلى الأمة الألمانية) يقول فيها:
“لقد انتهت الحرب وألقينا السلاح ولكن تبقى علينا معركة أخرى يجب أن نخوض غمارها بغير توانٍ: بإصلاح عميق وصهر تام لطاقاتنا الروحية تلك سبيل التربية القومية التي تهدف إلى خلق جيل قوي ورجال يبتغون عظائم الأمور.. إن الأمة التي أنجبت لوثر وكانط خليقة بأن تتولى مهمة هذه التربية: تربية الإنسان الكامل”، وقد أخذت ألمانيا نفسها بهذه التربية الصارمة، وتحولت من وطن متخلف ومهزوم إلى وطن مزدهر، ويحقق النصر فيغزو فرنسا ويلحق بها هزيمة نكراء، وقد فوجئ الفرنسيون بهذا التحول فأعلن بسمارك:
(لقد هزمناكم بالتربية) فالتربية هي التي نقلت ألمانيا إلى الصدارة في الفلسفة والعلم، والصناعات والاقتصاد.
0