المقالات

مقتل أم استشهاد… مؤشر دقيق لميزان حياد وسائل الإعلام

تعدد وسائل الاعلام مع الفضاء المفتوح تجعل المتلقي هو المقياس على توجه الوسيلة الإعلامية الحاملة للأخبار، وميزان التصنيف يعتمد على درجة الحياد والموضوعية، ثم الشفافية والمساءلة، والتغطية الشاملة، فمعايير الاخلاق والمهنية.
فدرجة الحياد والموضوعية هي مقياس لتقييم الوسيلة الناقلة وقدرتها على النقل بموضوعية وعدم التحيز سياسياً أو أيدولوجياً. فيما الدقة تعني صحة المعلومة والتأكد منها قبل بثها للجمهور، وتنويع مصادر الأخبار ووجهات النظر المختلفة بشكل يُعكس التنوع في المجتمع والعمل بالمعايير الأخلاقية، جميعها اعتبارات تمثل ميزاناً لدى الجمهور للحكم على توجه الوسيلة الإعلامية أياً كانت.
وبوضع أهم حدثين في المنطقة على هذا الميزان أو تلك المعايير، وهما اغتيال إسماعيل هنية في إيران، ومحاولة اغتيال قائد الجيش في السودان عبد الفتاح البرهان، لمعرفة توجهات وسيلة النشر، نجد في الحادثة الأولى أن بعض الوسائل – عربية وغير عربية – استخدمت كلمة اغتيال أو مقتل، فيما استخدمت أخرى كلمة استشهاد.
وفي الحادثة الثانية استخدمت وسائل كلمة نجاة من الاغتيال، فيما ركزت أخرى على محاولة الاغتيال، وأخرى ذكرت أن البرهان ينفد من محاولة اغتيال، ولكل معناها ومدلولاتها.
إن توعية المتلقي بوسائل الكشف عن توجهات وسائل الاعلام أصبح أمراً ضرورياً في عصر الانفجار المعلوماتي والتضليل الإعلامي، وذلك حتى تتم صناعة رقيب داخلي يشكل حائط صد للرسائل المؤدلجة التي تنفذ بها للمتلقي وتشكك في قناعاته لأغراض خاصة بصاحب أو مدير الوسيلة الإعلامية.
وتعزيز التفكير النقدي يعد من أهم الأساليب التي يمكن تبنيها لتنمية هذه الوعي من خلال تشجيع المتلقين على تحليل المحتوى الإعلامي بشكل نقدي، وتعريفهم بأساليب التحيز والتلاعب في عرض الأخبار والقضايا، والكشف عن مصادر التمويل والملكية، والكشف عن عمليات التضليل والتلاعب برصد استراتيجيات التضخيم والتهويل أو التجاهل والكتمان، ومطالبة وسائل الإعلام بالإفصاح عن مصادر المعلومات وأسس التحليل.
إن تمكين المتلقي من مثل هذه المهارات النقدية سيجعله قادرًا على اكتشاف التحيزات والدوافع الخفية وراء الرسائل الإعلامية، مما يؤدي إلى صناعة جمهور واع وقادر على المشاركة الفعالة في الحياة العامة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بصرف النظر عن معطيات السياسة والتوجه الإعلامي لأي وسيلة إعلامية ، واستخدامها للخطاب وللمفردات المتوافقة مع توجهاتها ، إلا أننا كمسلمين لدينا قناعة ثابتة تنبع من عقيدتنا الإسلامية ، وهي أن كل مسلم يتم قتله من قبل عدو غير مسلم ، فإننا نسميه شهيد ، حتى ولو كان القتل خارج المعركة ، فعمر ابن الخطاب رضي الله عنه قتله مجوسي غير مسلم في محراب المسجد وهو يصلي الفجر ، وأطلق على أمير المؤمنين رضي الله عنه شهيد ، وكذلك عثمان وعلي رضوان الله عليهم جميعاً ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى