أصبح من حقائق الأمور أن القيادة تختلف عن الإدارة؛ وخاصة لما ترتبط هذه المفاهيم والممارسات بقيادة وطن وتنميته، وتوفير الأمن والأمان له، وبالتالي يندرج تحت هذا الأساس، وينسحب على فروع وأجزاء ومركبات الوطن والكيان الكبير، والمملكة العربية السعودية مثال على ذلك فرأس الهرم وقيادته متمثلة في الملك وهو خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين-حفظهما الله- يقدمان نموذجًا في القيادة والريادة في إدارة شؤون الوطن في التنمية والتطوير، وتوفير الأمن والأمان فالتواصل المباشر مع كافة شرائح الشعب، والاستماع إلى حاجاتهم وتطلعاتهم سنة متبعة منذ عهد المؤسس -رحمه الله- واتخاذ القرارات وسن القوانين والتشريعات لا تأتي ارتجالًا بل وفق تقصي واستقصاء واطلاع ودراسة مباشرة ينبني عليها التطوير والتنمية، والاستقرار والأمن والأمان، وهذه السياسة هي ما أوصلت هذه البلاد إلى ما وصلت إليه من تطور وتقدم يسابق الزمن، ويتسابق مع العالم الأول.
وفي إطار هذه السياسة، وهذه القيادة يستلهم أمراء المناطق هذه التوجهات والتوجيهات لمن يكون في مجال عملهم من محافظات ومراكز وغيرها.
وقد وضع سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- هذه السياسة والأسلوب منهجًا لعمله وقيادته في منطقة مكة المكرمة طوال وجوده في منطقة مكة المكرمة من خلال اجتماعاته الأسبوعية في منزله العامر باللقاء الدوري مع نخب وممثلين لكافة شرائح المجتمع للحوار والاستماع والتوثيق لما يمكن إضافته في مشروع التطوير والتنمية (وقد تشرفت بحضور مجلسه العامر عدة مرات قبل انتقالي للعمل في ماليزيا لعدة سنوات)، استمعت واقترحت وتفاعلت في مجلسه الفاعل وتعلمت الكثير ثم أضاف لمشروع مجلسه الجامعي. زياراته الميدانية لكل جزء من الإمارة ومتابعته التفصيلية؛ ابتداءً من أقدس بقعة على وجه الأرض مكة المكرمة، وكافة المحافظات اطلاعًا واستماعًا ورصدًا ودراسة، وقد نتج عن ذلك الكثير والكثر من المنجزات والتطورات للمنطقة.
واليوم وقد تسلّم نيابة الإمارة الأمير الشاب المخلص سعود بن مشعل -حفظه الله- فقد سار على نفس النهج الناجح المميز في القيادة بزياراته الشاملة لكافة المحافظات والمراكز للاستماع والحوار والتوثيق، وقد تكللت هذه الزيارات بتنظيم ورشة عمل لترتيب الأوليات في التنمية والتطوير من خلال هيئة تطوير منطقة مكة، وأحسب أن هذا الأسلوب هو النهج الصحيح الناجح لمزيد من التطوير والتنمية -وفقهم الله جميعًا- وهكذا تكون القيادة، وهكذا تكون التنمية.