المقالات

إيران تـقـتل وغيرها يدفن!!!!

للسياسة أوجه متعددة، الدبلوماسية أحسن وجه فيها، ولا يظهر منه إلا القليل، فلا نزاع دائم ولا حتى حرب تدوم، وصديق الأمس عدو اليوم وعدو اليوم صديق الغد، والعملاء كبش الفداء، والمواطنون والأوطان ضحايا العداء وكعكة الأصدقاء.
وهكذا تسير الحياة كمسرحية من مسرحيات شكسبير؛ التراجيديا والمأساة أكثر فصولها، وفيها بعض المشاهد الكوميدية ليصدقها الناس العامة وتضحك المناوئين، وتبدو أقرب للواقعية، وكلما ملَّ الناس وتكررت عليهم المشاهد؛ تستعين بين فصولها بمشهد هندي، يصفق له بعض من الجمهور إعجابًا، بينما يتباكى بعض الرعاع.
تثقفت الجماهير وأصبحت اللعبة (المسرحية) مكشوفة، وأصبح لكل مشهد بطل؛ يقوم بأداء الدور وبعد أن يتقنه يشهد الجمهور مصرعه فتنوح النوائح ويقفل الستار، ثم يبدأ المشهد الثاني وتوكل البطولة لآخر يجيد التمثيل؛ ويحفظ الكلام ويكرر ما يقوله الملقن كالببغاء، ويؤدي الدور والمشهد كاملًا؛ ثم يلقى مصرعه لينتهي الفصل من المسرحية بعد أن يظهر بطل جديد لفصل قادم يهدد ويتوّعد بالانتقام.
كاتب النص والسيناريو البليد نسي أن العقول تطورت ولم تعد السياسة حكرًا ولا سرًا على أحد، وممكن لعجوز يتتبع الأخبار ويتابع وسائل التواصل؛ معرفة بعض تفاصيل سراديب السياسة، ويحلل ويدعي معرفته بالسياسة، نعم إنه ما يسمى بعلم الجهالة؛ لكن معظمه صحيح.
انتهى- إسماعيل هنية- وهو من ترحم على قاسم سليماني وأسماه الشهيد، وغدًا في فصل جديد من المسرحية سينتهي -بإذن الله- من يتاجر بالدين وبالقضية؛ وكان التخلص من -إسماعيل هنية – ليس إلا فداء لراسم السيناريو.
ولهذا سيجد مُعد النص الهزلي المكشوف؛ صعوبة في إيجاد قضية جديدة يؤلف القصص حولها؛ وعليه البحث عن طرق جديدة غير قتل أبرياء غزة، (أسأل الله ألا يكون أبرياء لبنان) ونص جديد لمخرج -الصراع والدماء-؛ ولأن النصيحة جاءت من المدفن للخروج من أزمة نهاية المشهد، ولإنقاذ رمز المقاومة كي تبقى حجة القضية؛ تمت التضحية- بهنية- بيد من صنعه واستغله كمتاجر بالقضية، بعد أن أجاد الدور؛ استعد بدفن (الهالك) للجثة، وبهذا تنهي إيران مشهدًا من فصول مسرحيتها.
فهل يعتبر تجار الدين والقضية، ويعلمون أن من صنعهم للدور سيقضي عليهم في نهاية المشهد…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما صاغه الكاتب القديرالاستاذ عبدالرحمن عون يعد تحليلاً دقيقاً وجميلاً لمسرحية الدمى المتحركه المنتهية بالحرق والإتلاف
    سلم بيانك استاذ عبدالرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى