مع الخمسين ريالًا مررت في حياتي بقصص فريدة وغريبة بين هم ونغم وأبيض وأسود وفرح وترح .
1. خمسون .. علقة وتكريمًا 2. خمسون .. تهمة وغرامة 3. خمسون .. فوزًا وجوائز تتابع الخمسين الأولى كانت في شهر رمضان وأنا ابن الحادية عشرة؛ حيث وجدت أمام باب والدي خمسين ريالًا يوم كانت الخمسين تتعب وأنت تعدها وأودعتها حوزًا؛ نظرًا لأن والدي في صلاة التراويح، ونحن في محطة الوقود العائدة للأسرة وإذا بوالدي مقبل وتعلو ملامحه القلق؛ ليقتادنا وهو يجلدنا جلدًا خفيفًا، ويسأل من منّا وجد خمسين ريالًا وكيف صرفتموها في السوق، وكان في السوق حينها فقط 3 محلات التي تفتح في الليل وكان ينوي الذهاب بنا ليسألهم، قلت له والدموع تنهمر، أنا أخذتها سألني أين هي، قلت له وجدتها عند باب غرفتك وأدخلتها في الغرفة من ثقب الباب، تركنا وذهب ووجدها وفي السحور كنا ثلاثة من حوله والأسرة الكريمة، وقد تبدلت ملامح وجهه لتعود كما عهدناه. وكأننا به يرد أن يعتذر وفعلًا كان ذلك، وهو يستعيذ من الشيطان فالخمسون لم تكن تهمة بقدر أن يصدم بأن فينا سارقًا، حيث أكرمنا بخمسة ريالات كل واحد ريال وأنا ثلاثة ريالات، وكانت يومها مغنمًا كبيرًا. .. الخمسون الثانية . حيث قام الأهل بعمل بركتين خارج المزرعة الأولى كانت سبيلًا للشرب والثانية للوضوء وورود الإبل والماشية وفي يوم جمعة وأنا ابن الثانية عشرة كنت ذاهبًا للمسجد مررت للتأكد من وجود ماء أو أفتح الصنبور، وجدت شخصين يتشرعان فذهبت للمسجد، وبعد العودة من الصلاة ونحن على الغداء طرق الباب زائر؛ فذهبت لأفتح الباب فإذا بالشرطي بالباب وآخر يصرخ ويقول هذا الذي سرقها يقصدني، تفازع والدي صمهود وإخواني -رحمهم الله- وأخبرهم الشرطي أنه لا بد يصطحبني بتهمة أنني سرقت خمسين ريالًا من ثوب أحدهما وهما يتشرعان، سألني والدي رغم ثقته هل أخذت الخمسين ويعطون المدعي بدلها فأنكرت ذلك وأنا صادق ودموعي تهل كالمطر، ذهبنا للشرطة وكانت في عمارة الخشيل المقبلة الآن بمبنى شرطة بيشة الحالي، ووجدنا مدير الشرطة وهو سعيد بن مسفر القحطاني -رحمه الله- سألني هل أخذت الخمسين أجبت باكيًّا لا لم أقف عندهم وكان والدي يقسم بأنه لا يمكن أن يفعل ذلك، سأل مدير الشرطة المدعي متأكد كان معك خمسون ريالًا أقسم نعم، وأضاف لو أملك غيرها لتغدينا منها والعوض من الله لكن لا أنا ولا زميلي نملك شيئًا غيرها وكانت مناصفة بيننا، عندها سأل زميلة ما شفت الخمسين هنا وإلا هنا فأنكر، فأمر بتفتيشي وتفتيشهما فلم يجد عندي شيئًا ولم يجد عند المدعي وبتفتيش زميله وجد معه خمسين ريالًا، فارتبك حيث مصر أنها له وزميله لا يعلم، فصفعه كفًا لازلت أشعر بصداه حتى اليوم، فخر باكيًّا واعترف بأنه هو الذي سرقها، وأمر بسجنهما وتوسط والدي لإطلاقهما والعفو عنهما، وأصر مدير الشرطة أن تكون الخمسون من حقي عقابًا لهما ومقابل العفو، وافق والدي وبعد الخروج من الشرطة أعاد لهما الخمسون، ونجوت من تهمة كانت قد تشكل لي حالة نفسية تنعكس على مسيرتي مستقبلًا. الخمسون الثالثة .. وأنا ابن السادسة عشرة حيث وصلني بالبريد شيك بخمسين ريالًا من صحيفة “عكاظ” جائزة على مشاركة في سوق عكاظ رسالة من قارئ، حول موضوع تحت عنوان: (وحدوا الفترات ولا ترهقوا الطلاب والطالبات)؛ حيث كانت الابتدائي والمتوسط والثانوي والمعهد العلمي تنتهي اختبارات الطلاب وبعدها تكون اختبارات آخرين، وذهبت للبنك وصرفه لي بـ 45 ريالًا حيث استقطع 10% عمولة. لكن هذه الأخيرة كانت محفزة فيما بعد حيث خلال سنتين فزت بجائزة من إذاعة البرنامج الثاني، وكانت تذاع من جدة، عن قصة قصيرة عنوانها: “قتلتها لأنني وجدتها في فراشي”؛ حيث تدور بادية أحداثها على أنها امرأة ولكن الخاتمة إذ بها (بعوضة)، وكانت قيم الجائزة 300 ريال أما الجائزة الأخرى؛ فكنت مسابقة على مستوى المملكة في القصة القصيرة، وقد كانت قيمتها 3000 ريال تسلمتها من يد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب -رحمه الله-.