عندما ننظر لما تضخه منصات التواصل الاجتماعي التي في طليعتها “TikTok”، و”YouTube”، و”Snapchat”، و”Facebook”، وغيرها؛ من رسائل ومحتوى أقرب إلى ما يعرف بـ “الهياط”؛ ليستخف من تصدر منه كتابةً أو صوتًا مسجلًا أو مقاطع فيديو صغيرة؛ بذائقة المتلقي الذي يُعد ركنًا أساسيًا في مجريات سريان الرسالة الإعلامية؛ وفقًا للمعادلة الصحفية “مرسل- رسالة- مستقبل- تفاعل أو رجع الصدى”؛ وإن كان أفضل السيئين منهم يعتذر بعد دقائق من ضخ المحتوى غير اللائق اجتماعيًا؛ إنها مجرد دعابة أو ملاطفة؛ وهو بذلك يشوه صورتها ومكانته بين متابعيه إن كان من “مشاهير” هذه المنصات؛ التي ينتسب إليها بصفته إعلاميًّا!!.
إن احترام الجمهور ومراعاة ما يرتقي لإعجابهم والاستماع إليه بعناية والتعامل معه بتقدير.. أمر بالغ الأهمية؛ إذ ينطلق من أخلاقيات العمل المهني الإعلامي ورسالته السامية؛ ناهيك عن تقديم المضمون الدقيق والموثوق؛ المتسم بالصدق والحقيقة المجردة من الآراء والتأويلات الشخصية؛ تعزيزًا لروح الثقة والاحترام المتبادل بين معد الرسالة “الصحفي أو صانع المحتوى” والمتلقي لها من أفراد المجتمع؛ والتي يسودها الخصوصية وحفظ الحقوق ضمن الملكية الفكرية؛ ليبقى جمهور منصات التواصل الاجتماعي في مستوى متميز لا يتغير إلا للأفضل.
وعلى هذه المنصات التي ترغب في ترتيب أوراقها حيال احترام جمهورها؛ صياغة إستراتيجية محددة، ووضع خطة شاملة للتفاعل والتواصل معهم؛ مما يُساعد في بلورة الأهداف والرسائل الرئيسية لتلبية احتياجات الجمهور، إلى جانب التعامل بمهنية وموضوعية مع المحتوى المراد تقديمه، وإشراك الجمهور في عملية اتخاذ القرارات عبر استطلاعات الرأي والتعليقات، وقبل ذلك كله الاعتراف بالأخطاء وتقديم الاعتذارات عند وقوع أي خطأ جراء ضخ أي محتوى غير لائق، ويتسبب في ردة فعل غير مرضية.
وأرى لزامًا لبناء علاقات وطيدة وطويلة الأمد مع الجمهور؛ تطوير محتوى قيَّم وذو صلة بالجمهور، والتواصل المستمر معه، وفهم احتياجات ومتطلبات مختلف شرائحه، مع التركيز على الموضوعات والقضايا الأكثر أهمية بالنسبة لهم، والاستفادة من الصور والفيديوهات والرسومات لزيادة الجاذبية البصرية، والرد على تعليقات ورسائل الجمهور بطريقة سريعة ومناسبة.
ولكي يُعزز روح التفاعل من قبل الجمهور للمحتوى المقدم من قبل هذه المنصات؛ لا بد من الحفاظ على الأسلوب وهوية المجتمع الراسخة؛ لكي تبقى على علاقات قوية مع الجمهور الذي تستهدفه باختلاف شرائحهم وأذواقهم وميولهم تجاه المحتوى المقدم.
0