المقالات

الاتحاد…. من أجل صناعة المستقبل

قد يبدو للوهلة الأولى من عنوان هذه المقالة أن المقصود بها نادي (الاتحاد) العريق الذي أحبه وأقدّره، وأتمنى له كل توفيق في الموسم الجديد بعيدًا عن الشحن السلبي ونظرية المؤامرة.
إن المقصود بالعنوان هو الاتحاد من أجل مستقبل الوطن بين ثلاثة أقطاب هي: (الدولة كمؤسسات – والمسؤول كمنفذ -والمواطن كمستهدف) من أجل تحقيق أقصى درجات نجاح الرؤية الوطنية للمملكة لعام 2030؛ حيث وضعت الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله- واحدة من أضخم الخطط عبر التاريخ بما تضمنته من رؤى وطموحات وأهداف غدت من أكبر مصادر الإلهام والتحفيز الإبداعي للمواطنين لترتقي مملكتنا لمصاف الدول الكبرى، وتحقق مراكز الصدارة بينهما، ولقد سخرت الدولة -رعاها الله- كل إمكاناتها لهذه الرؤية بغية الوصول بالأداء المؤسسي لأقصى درجات التميُّز؛ تحقيقًا لرفاهية المواطن وراحته والرقي بمستوى الخدمات التي تقدم له من كافة القطاعات سعيًّا لتحقيق الاستدامة المطلوبة.
والدولة وحدها كمؤسسات لن تتمكن من إنفاذ وتحقيق كل شيء ما لم يأتِ الإسهام والدعم لاتحاد وتكامل الجهود مع المسؤول والمواطن ذلك أن العمل كمنظومة متكاملة يُعد من أبرز ركائز نجاح برامج ومشروعات الرؤية الوطنية؛ فالدولة تنتظر منهما أن يسهما بكل قوة واقتدار في الرقي بالأدوار المنوطة بكل منهما ..فالمسؤول يجب أن يعي وعيًّا تامًا أن الدولة قد حملته أمانة ومسؤولية قطاع ما يُشكل جزءًا من مكونات الرؤية الوطنية ومشروعاتها، وهدفت من تعيينه وتكليفه بالمسؤولية أن يحقق المطلوب فيما كُلف به؛ فلذا ينبغي أن يعمل بكل تفانٍ وإخلاص؛ لتحقيق الأهداف الحالية والمستقبلية، وأن يتجرّد من مظاهر المنصب وتلميعاته التقليدية، وأن يقف بنفسه على سير العمل، ويُتابع بدقة ما يقوم به الموظفون؛ ليتعرف على سير الأداء ويصحح الأخطاء -إن وجدت- وفي هذا الصدد نتمنى صورة مكررة لمسؤولين شعروا بحجم المسؤولية، ودفعهم الشعور بالوطن ومستقبله نحو الإبداع أمثال أصحاب المعالي آل الشيخ والربيعة وابن جلاجل والخطيب وغيرهم من أصحاب اللمسات الإبداعية المخلصة لتطوير الوطن وخدمة المواطن، ومن جهته على المواطن استشعار واجبه الوطني تجاه وطنه وتسخير كل طاقاته وإمكاناته؛ لتحقيق طموحاته وآماله، وأول وأهم درجات الوعي المطلوبة من المواطنة هي ضبط سلوكه تجاه المرافق العامة وترشيد استخدامها وحمايتها، ونبذ السلوكيات العشوائية المضادة للاستدامة كما يجب عليه باعتباره محور الارتكاز للنجاح في البرامج والمشاريع أن يضع بصمته في عمله ووظيفته؛ فالمواطن وإن كان المستهدف الأوَّل والمنتفع الأكبر من نجاح برامج الرؤية الوطنية إلا أنه العنصر الأهم في ذلك النجاح وعليه تحسين طرق وأساليب عمله ومعيشته ورفع مستوى الوعي الوطني والمسؤولية، وتهذيب سلوكه الاستهلاكي والتفاعلي في الحفاظ على مقدرات وطنه، والإسهام في سلامة البيئة وترشيد الاستخدامات المختلفة لمكوناتها؛ فما كان يصلح بالأمس لم يُعد مجديًّا اليوم؛ فمواكبة طموحات ومستهدفات الرؤية الوطنية يجبر المواطن على رفع مستوى الوعي، والشعور بالمسؤولية الوطنية، والحفاظ على مكتسبات الوطن وإنجازاته، وتجعله ينظر للتجهيزات والمرافق والحدائق وغيرها؛ وكأنها ملك له يحميه ويراعي استدامته تلك هي نظرة الاتحاد بين الدولة والمسؤول والمواطن؛ لتحقيق أقصى درجات النجاح نحو صناعة مستقبل زاهر، وتحقيق رفاهية عالية المستوى.

وللوطن أقول ……

‎أنا السّعودي رايتي رمز الإسلام
‎وأنا العرب واصل العروبة بلادي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى