آراء متعددةالثقافية

“الزهراني”: العمق الفكري والثقافي أبرز مميزات مكة والطائف.. والمدينتان مركز تأسيس الدعوة والحضارة الإسلامية

أكد الدكتور عائض الزهراني، أستاذ فلسفة التاريخ النقدي، عمق العلاقات بين الطائف ومكة، منذ عهد الجاهلية وحتى دخول الإسلام، وكذلك احتضان المدينتين للعديد من العلماء والمؤرخين البارزين على مدى التاريخ،

وقال “الزهراني” خلال مشاركته في أمسية تاريخية بعنوان: “وشائج الفكر واللطائف بين مكة والطائف”، بنادي الطائف الأدبي، أمس الثلاثاء: “يحتل العلم والفكر والثقافة الميدان الأرحب في تكوين حضارات الشعوب ورقي فكرها، ولا شك أنه كان السلاح الأقوى في مدن الحجاز خاصة مكة والطائف، وإن الحياة الفكرية بهما حافلة بالصفحات المضيئة والمشرقة بالإنجازات التي تثير في النفس الشعور بالزهو والفخار؛ لما سطره العلماء بأحرف من نور في سفر التاريخ”.

 

وتابع: “حول العلاقة بين المدينتين تتجه عقولنا مباشرة إلى العمق الفكري لكل منهما، حيث كان لهما دورٌ فعالٌ من خلال العلماء في صنع الحضارة الإسلامية وتشكيلها، فالمدينتان مضخمتان بعبق التاريخ، ضاربتان في أعماق الزمن لهما ماضٍ عريق، وحضارةٌ زاهية، وأمجادٌ بالغة الأهمية؛ فمكة لها تاريخ ديني واقتصادي قبل الإسلام رغم فقدانها أهميتها السياسية بعد الإسلام، الذي لم ينتقص من مكانتها الدينية بل زاد من أهميتها الروحية في نفوس المسلمين فهي مسقطُ رأسِ نبيهم عليه السلام، أما الطائف المزدان بالغيوم الحبلى بماء السماء والطبيعة الساحرة، المنغرس بجذوره العميقة في التاريخ، تعتز بالاستقلال لشخصيتها المتميزة، حيث نمت بها أولى ملامح التاريخ القديم الممتزجة بحضارات الأمم السابقة المنفردة بمعالم ثقافية، كسوق عكاظ الذي يعد كرنفالاً ومسرحاً للأدب والشعر والحكمة من القول”.

واستكمل خلال كلمته بالأمسية: “المدينتان هما المركزان الأساسيان اللذان شهدا الأحداث الكبرى المرتبطة بمولد الدعوة، كما أنهما شاركا في تأسيس الحضارة الإسلامية، في كلا المدينتين التقت العقلية الحجازية بتعاليم الدين الإسلامي ولم يكن التقاء عابراً أو سطحياً، بل كان التقاء تطور إلى امتزاج وتداخل أديا في النهاية إلى تقديم إنسان جديد، ذلك هو الإنسان الحجازي الذي ساهم في بناء الفكر العربي الإسلامي ثم أصبح عاملاً له دوره الكبير في تقوية وتمكين هذه العقيدة”.

وأشار أستاذ فلسفة التاريخ النقدي، إلى الصلات العلمية بين مدينتي مكة والطائف، والتي كان لها نتائج واضحة في تطور أوجه الحياة، أبرزها العلاقة الفكرية، لاسيما مع قدوم أهل الطائف إلى مكة لطلب العلم من شيوخها ومفكريها، مستشهدا بعدد كبير من العلماء والمؤرخين والكتب التي تؤكد عمق العلاقات الفكرية بين المدينتين.

جاء ذلك خلال الأمسية التاريخية التي عقدها نادي الطائف الأدبي الثقافي، ممثلًا بجماعة فرقد الإبداعية، مساء أمس الثلاثاء، بعنوان: “وشائج الفكر واللطائف بين مكة والطائف”، بمشاركة الدكتور عائض الزهراني، أستاذ فلسفة التاريخ النقدي، وتقديم الدكتور سلوم النفاعي.

وانطلقت الأمسية بترحيب الدكتور سلوم النفاعي بالحضور من الأدباء والشعراء ورجال الفكر والثقافة بالمملكة.

وشهدت الأمسية حضور العديد من رجال الفكر والأدب، على رأسهم الشاعر عبدالله السفياني، الذي ألقى نصا شعريا يصف التلاحم الشديد بين مكة والطائف، وكذلك الدكتور خالد الخضري، الذي عدد مظاهر التجانس والتأثير والتأثر بين المدينتين.

كما تحدث الدكتور محمد الحارثي الشريف، خلال الأمسية، عن أهمية القرن العاشر، ومكانته العلمية، وأشهر من كتب عن تاريخ العصر العثماني من العلماء البارزين، كما تحدث عن مدى تأثير أولئك العلماء على الطائف.

وتوجه “الحارثي”، بالشكر لنادي الطائف الأدبي ورئيسه الأستاذ عطا الله الجعيد، وأثنى على جهوده في رفعة الشأن الثقافي.

فيما شارك المستشار سلطان الخالدي، بالأمسية متحدثا عن تأثير جنوب الطائف (ثقيف) في المدينتين.

وفي ختام الأمسية، توجه رئيس النادي عطا الله الجعيد بالشكر للحضور والمشاركين لإثرائهم المحاضرة والأمسية، لافتا إلى أن الدكتور عائض الزهراني كان عضو مجلس إدارة بالنادي، مشيدا بجهوده في إحياء سوق عكاظ.

واختمت الأمسية بتكريم الدكتور عائض الزهراني، والدكتور سلوم النفاعي، على مشاركتهم في الأمسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى