نزلت سورة “المسد” قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات، وكان أمامه 365×10=3650 فرصة، وهي عدد الأيام التي عاشها قبل وفاته، لإثبات أن هذا الكتاب باطل، فلو أسلم حتى ولو بالتظاهر، لسقط القرآن إلى الأبد، لكنه لم يفعل؟ وظلت الآيات تُتلى حتى يومنا هذا، فما هذا التحدي العجيب؟
كيف وثّق النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن أبا لهب لن يسلم! إلا إذا كان هذا القرآن منزلًا من عند الله وحده…هذا ما قاله عالم الرياضيات والمنطق الكندي الأستاذ في جامعة “تورينتو”، وعضو مجلس النواب الأمريكي سابقًا، البروفيسور “جاري ميلر” في سنة 1978م، بعدما أن قرأ القرآن الكريم بتدبر، بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء.
كان البروفيسور “جاري ميلر” من المبشرين النشيطين للمسيحية في الغرب، فغلب عليه الإنصاف، وخرجت دراسته أفضل مما يكتبه الكثير من المسلمين! دعاية للكتاب الحكيم!
ذلك أنه أحسن تدبر القرآن الكريم!! وكان أول ما أذهله: هو صيغة التحدي التي برزت له في مواضع كثيرة من القرآن، مثل: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (سورة النساء الآية 82)؛ وفي قوله تعالى: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ) (سورة البقرة الآية 23)، ثم تحداهم بعد أن عجزوا عن الإتيان بمثله بأن يأتوا بعشر سور من مثله كما في قوله سبحانه وتعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) (سورة هود الآية 13)
يقول البروفيسور “جاري ميلر”: “لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابًا ثم يقول: هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء، ولكن القرآن الكريم على العكس تمامًا يقول لك لا يوجد أخطاء بل يتحداك أن تجد فيه أخطاء وبالتأكيد لن تجد”.
أشهر البروفيسور “جاري ميلر” إسلامه في عام 1978م ، وأصبح من أكبر دُعاة الإسلام في الغرب واتخذ اسم (عبد الأحد عمر)، وقام بتأليف كتاب عن القرآن بعنوان: “القرآن المذهل”.
عمل البروفيسور “جاري ميلر”، لسنوات أستاذًا للرياضيات والمنطق في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران قبل أن يتفرغ تمامًا للدعوة للإسلام، وتقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية والمحاضرات العامة التي تعرض للإسلام عقيدة وشريعة.
0