المقالات

استاد الملك سلمان بالعاصمة الرياض: “قراءة تحليلية”

في هذا العهد الزاهر المشرق، عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين سيّدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظهما الله ورعاهما –، تشهد المملكة العربية السعودية، منجزًا جديدًا مُبهرًا في كل عام، لتتصّدر بلادنا الغالية المشهد؛ وتتبوأ مكانة رفيعة بين دول العالم، ولتؤكد ريادتها وعلو كعبها، بما حباها الله سبحانه وتعالى بها من مقومات جغرافية وحضارية واقتصادية عديدة ومتنوعة، من موقع جغرافي إستراتيجي؛ ولكونها نقطة ارتكازٍ في قلب العُمق العربي والإسلامي، ومحركًا مهمًا وفاعلًا في الأحداث على المستوى الإقليمي والدولي، لتقوم بالعديد من الأدوار القيادية على مستوى العالم، ولتتمتع بمكانة وثقل إستراتيجي وجيوسياسي رفيع، وبقوة اقتصادية كبيرة وملهمة، حيث تُعدُّ السعودية اليوم من أقوى 20 اقتصادًا مؤثرًا على مستوى العالم، كما أنها تسعى إلى أن تتبوأ مكانةً أكثر تقدمًا بحلول عام 2030م، كما تتصف بدبلوماسية حكيمة، طالما ميزّت علاقاتها الخارجية مع الدول على أساسٍ من الاحترام والتعاون المشترك لإرساء السلام والاستقرار في كل بقاع العالم.
وبقراءة تحليلية متأنية لهذا المشهد.. نجد أنّ هذه المقومات الفريدة والإمكانات الكبيرة؛ قد أسهمت في تحقيق كثير من المنجزات العالمية المتميزة لوطننا الغالي، ومنها: اختيار السعودية من بين دول العالم، لاستضافة “معرض إكسبو 2030” بمدينة الرياض، خلال الفترة من أكتوبر 2030 حتى مارس 2031. ولتتوّج هذه الجهود الكبيرة والمتميزة، باختيار السعودية لاستضافة البطولة الخامسة والعشرين من كأس العالم 2034، لتُعتبر أول دولة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، تحتضن 48 منتخبًا، وذلك باعتبار أن قطر استضافت 32 منتخبًا في العام 2022م، فيما ستستضيف دول الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك 48 منتخبًا في عام 2026م، بينما سيتكرر العدد ذاته في مونديال 2030م، وذلك باستضافة ثلاثية تجمع المغرب وإسبانيا والبرتغال؛ حيثُ أسهمت إنجازات الرياضة السعودية في مختلف المحافل، ومكّنت من إيجاد مقومات كبيرة وإمكانات ضخمة جعلت بلادنا الغالية مؤهلة لاستضافة هذا الحدث الكبير والعُرس الكروي العالمي؛ “كأس العالم 2034″، والذي يأتي كنتاج طبيعي؛ وانعكاسًا لما وصلت إليه بلادنا – ولله المنة والفضل – من نهضة شاملة على جميع الأصعدة والمستويات.
وقد واكب ذلك؛ إعلان الهيئة الملكية لمدينة الرياض ووزارة الرياضة في نهاية شهر يوليو المنصرم، عن التصاميم والتصورات المستقبلية لأحد أكبر الملاعب الرياضية عالميًا، ألا وهو استاد الملك سلمان ومرافقه الرياضية بالعاصمة الرياض، والذي يأتي إنشاؤه؛ دعمًا من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – واهتمامًا بالرياضة والرياضيين عبر تطوير القطاع وتمكينهم وتحسين أدائهم، مما يسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة المملكة كونها مركزًا رياديًا للرياضة. في الوقت الذي سيسهم فيه إنجاز هذا المرفق الرياضي الحيوي الضخم، بما يضمه من مرافق رياضية وتجارية متعدّدة ومتنوِّعة، باستضافته أكبر الفعاليات العالمية والترفيهية، وفي توفير فرص استثمارية متنوعة مما سيعزز الاستثمار والاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، لبناء جيل رياضي يتّبع نمط حياة صحي، وينافس إقليميًا وعالميًا، ويحقق التميز في المجالات الرياضية، ويوفر البنية التحتية اللازمة لمواكبة التطور الرياضي، بما يحقق مستهدفات الرياضة في رؤية السعودية 2030.
ولتؤكد هذه المنجزات العالمية المتميزة والصروح الضخمة، المكانة المهمة والمتميزة للمملكة العربية السعودية، ومنها: تصدر جامعاتها؛ ترتيب الجامعات الإقليمية والعالمية في العديد من التصنيفات، منها تصنيف (QS) “كيو إس” العالمي للجامعات – المنطقة العربية -، وأيضًا حسب تصنيف التايمز البريطاني، وكذلك ترتيبها من حيث قوة الشهادة لعام 2024م، وأيضًا في التصنيف العالمي للجامعات “شنغهاي”، والتي بدورها مكّنتها من القيام بأدوارٍ محورية مهمة في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي، كما حفزّتها على استثمار مكامن قوتها الاقتصادية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتوظيف موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي يربط القارات الثلاث (إفريقيا وآسيا وأوروبا) في إقامة مشروعات ومرافق ومنشآت سياحية واستثمارية عملاقة تخدم رؤيتها المستقبلية الطموحة؛ رؤية 2030.
والله ولي التوفيق،،،
* المُلحق الثـقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى