المقالات

الجامعات السعودية…بين الأمس واليوم!!

الجامعات السعودية؛ هكذا كانت بدايتها في بيئة حديثة عهدٍ بالتعليم النظامي، تفتقر أطرافها ونجوعها وبواديها إلى محاضن العلم والتعليم، وينابيع الثقافة والمعرفة، وكان دور الجامعات الريادي يومها يقتضي منها – “تلقين الأجيال أنواع المعارف والعلوم حتى تنتشل الوطن من بيئة الجهل والتخلف إلى بيئة العلم، وترتقي بهم من ظُلمة الأمية، إلى نور العلم والمعرفة”- وحين أصبح العلم نهرًا جاريًا في كل مدينة وبلدة وقرية وهجرة، خطت الجامعات السعودية خطوتها الثانية من (التلقين) إلى (التكوين)، فطوّرت مناهجها وبرامجها لتكون – مصانع – لشباب الوطن وشاباته، تكرس فيهم معنى الواجب الوطني وتمنحهم من المهارات والقدرات ما تتكون به شخصيتهم على أكمل وأحسن وجه”.
وحين امتلأ الوطن بهذه الكفاءات الشابة القادرة على العطاء، والمتسلحة بأسباب النجاح، خطت الجامعات السعودية خطوتها الثالثة من (التكوين) إلى (التمكين)، فسعت إلى تذليل الصعاب أمام هذه الطاقات الوطنية الشابة، لتمكن لها في أرض الوطن، وتتيح لها فرصة البناء الحقيقي، بناء الذات وبناء الوطن والمجتمع معًا، هكذا بدأت المسيرة المباركة.
والآن؛ حققت الجامعات السعودية إنجازًا غير مسبوق في أكثر الهيئات العالمية مصداقية لتصنيف الجامعات في العالم تصنيف شنغهاي الصيني في نسخته الأخيرة لعام 2024م، ذلك بوجود (12) جامعة سعودية ضمن قائمة (1000) جامعة على مستوى العالم، وقد تمكنت جامعة الملك سعود بالرياض من اختراق قائمة أفضل (100) جامعة عالمية، حيث احتلت المرتبة (90)، محققة بذلك أحد أهم الأهداف الإستراتيجية.
جامعة الملك سعود التي تأسست في العام 1377هـ، تمثل المرتبة الثانية من حيث التأسيس بعد جامعة أم القرى بمكة، التي أمر المغفور له الملك عبد العزيز بتأسيس نواتها الأولى كلية الشريعة بمكة عام 1369هـ.
وهذه النجاحات ما كانت لتتم لولا توفيق الله أولًا، ثم بدعم الدولة -حفظها الله-؛ إنها سيرة ومسيرة لجامعة عريقة تناوب على قيادتها مديرون ورؤساء كانوا على قدر المسؤولية، منذ تأسيسها إلى آخر رؤسائها القائد الرئيس معالي الدكتور/ بدران العمر.
فهنيئًا للوطن بهذا الإنجاز!

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى