(1) مدخل وتعريف:
ونحن نودع أيام الحج 1445هـ، عادت بنا الذاكرة القرائية إلى الرحلات الحجية التي صنَّفها العلماء والأدباء الرحالة، سواء النثريَّة منها أم الشعريَّة.
وبينما كنت أراجع بعض المدونات الرحلية، وجدت قصاصة معرفية أهدانيها -قبل فترة طويلة – الباحث والمؤرخ الأستاذ مساعد بن حمزة القوفي من أهل أملج/ الحوراء، وهي عبارة عن قصيدة رحلية/ حجيَّة للشيخ بدر الدين بن جماعة، يصف فيها منازل طريق الحاج المصري.
وبدر الدين (هذا) هو قاضي القضاة، والعالم الإمام، وشيخ الإسلام/ محمد بن إبراهيم بن سعدالله بن جماعة بن علي بن حازم بن صخر المالكي الكناني. من أهل حماة في سوريا، حيث ولد في العام 639هـ الموافق 1241م، وتوفي في القاهرة/ مصر عام 733هـ الموافق 1333م. عاصر أيام الدولة المملوكية، وعمل قاضياً وخطيباً في المسجد الأقصى والجامع الأزهر، وجامع الأمويين.
يُكنَّى بـ/ أبي عبدالله، ويُلقَّب بـ/ بدر الدين، وقد نشأ في أسرة مشهورة بالعلم والتدين والصلاح والتقوى. فتربى تربية إسلامية، وتعلم العلوم الشرعية في كل من حماة ودمشق والقدس والقاهرة والإسكندرية، حتى أصبح علاَّمة زمانه، وأثنى عليه تلاميذه وشيوخه، وأصدر العديد من الكتب والرسائل العلمية والدينية، في التفسير وعلوم القرآن والفقه والتاريخ والمواعظ والنحو والفلك وغيرها، ومن أهمها كتاب بعنوان: المسالك في علم المناسك(1).
عاش حياته معاصراً للأحداث الجسام التي مرت بها الدولة العباسية في آخر عهودها، حيث شهد سقوط عاصمتهم بغداد على يد المغول. وعاش مرحلة التراجع الصليبي وغروب شمس الدولة الأيوبية في مصر والشام، وعاش بدايات حكم المماليك حتى وافاه الأجل المحتوم(2).
وعالم كهذا… لابد وأن له من الجهود والفعاليات الشعرية، ما تشير إليها بعض المدونات الرقمية، وهي – بالتأكيد – من باب النظم الشعري الوجداني والمناسباتي. ومن ذلك ما تذكره إحدى الدراسات أن ابن جماعة قال شعراً يرد به على من يقول إنه طلب العلم من أجل الدنيا. فكانت هذه الأبيات:
لم أطلب العلم للدنيا التي ابتُغِيَتْ
من المناصب أو للجاه والمال
لكن متابعة الأسلاف فيه كما…
كانوا… فقُدِّرَ ما قد كان من حالي
ويقول بعد ترك الخطابة في الجامع الأموي والمسجد الأقصى متحسراً على تلك الأيام، وما فيها من صداقات وصحبة وعمل خيِّر وأنسٍ بالناس والزمان:
يالهف نفسي لو تدوم خطابتي
بالجامع الأقصى… وجامع جُلَّقِ
ما كان أهنأُ عيشنا وألذَّه…
فيها.. وذاك طراز عمري لو بقِي
الدين فيها سالمٌ من هفوةٍ
والرزق فوق كفاية المسترزقِ
والناس كلُّهُمُ صديق صاحبٌ
داعٍ… وطالب دعوة بترفقِ(3)
# # #
(2) طرق الحج إلى مكة والمشاعر المقدسة:
وبما أننا بصدد الرحلات الحجيَّة، والطرق التي تؤدي إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء هذه الفريضة، فإن المدونة التاريخ/ حجيَّة، والرحلاتية، والجغرافية، قد تحدثت عن كثير من الطرق التي يسلكها الحجاج من بلدانهم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
ومن هذه المصادر والمراجع ما يلي:
– دروب الحج إلى الحرمين الشريفين في العصور الوسطى، د/ أحمد بن هاشم البدرشيني، (د.ت).
– طرق الحج القديمة من الجزيرة العربية، وزارة المعارف السعودية، وكالة الآثار والمتاحف،، 1420هـ/2000م.
– الملامح الجغرافية لدروب الحجيج، لـ/ سيد عبدالمجيد بكر، 1401هـ/1981م.
– كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة لـ/ الحربي، تحقيق حمد الجاسر، 1401هـ/1981م. وغيرها كثير.
وللعلم هنا، فإن (طريق الحج المصري) – الذي نحن بصدد التعرف على منازله ومراحله – هو أحد الطرق التي يسلكها الحجاج القادمون من أرض مصر وما حولها من دول المغرب العربي/ ليبيا وتونس والمغرب، ومن الدول الأفريقية، ومن بلاد الأندلس(4).
وهناك طرق أخرى ذكرتها الشبكة المعلوماتية الرقمية(5) وهي:
– طريق الحج الشامي (من بلاد الشام سوريا وما حولها).
– طريق الحج العراقي (العراق والكوفة والبصرة).
– طريق الحج البصري (البصرة).
– طريق درب زبيدة (الكوفة).
– طريق الحج العماني (عمان وما حولها).
– طريق الحج اليمني (اليمن وما حولها).
– طريق حج البحرين/ اليمامة (البحرين).
– طريق سبع الملاف (المنعطفات) (الرياض/ نجد.
وهذه الطرق، ذكرها وفصَّلها كثير من الرحالة الذين سجلوا مشاهداتهم ورحلاتهم إلى الحج)(6).
(3) قصيدة (ابن جماعة) في وصف طريق الحاج المصري وتحليلها نقدياً:
ولأن الشعر مصدر من المصادر التي توثق هذه الطرق التي يسلكها الحجاج من بلدانهم حتى يصلوا إلى مكة المكرمة، ويؤدوا فريضة الحج التي خرجوا من أجلها. فإننا الآن بصدد القصيدة التي نظمها قاضي القضاة/ العالم الإمام/ شيخ الإسلام/ بدر الدين بن جماعة – والذي تعرفنا على سيرته في أول هذه الدراسة – وهي تصف وتفصل المنازل التي يقف عندها أو يمر عليها الحجاج المصريون الذين شاركوه رحلة الحج. وهي من أكمل القصائد وأجملها لما فيها من ذكريات ومشاهدات، ووصف للسبل والطرقات والمواصلات، وتعريف بالمنازل والمسافات على هذا الطريق المعروف بـ(طريق الحاج المصري).
وهذه القصيدة فيها من البلاغة، وحسن السبك والنظم الشعري، والبناء اللغوي، مايجعل القارئ مستمتعاً برحلة حجيَّة/ جغرافية، بلدانية، فيها تصوير ووصف للمشاعر، وتجسيد للمواقف، وتعريف بالمواقع. وسنورد القصيدة كاملة في ختام هذه الدراسة إن شاء الله(7).
والقصيدة منظومة في (42 اثنين وأربعين) بيتاً شعرياً، وهي على تفاعيل البحر الطويل، وعلى القافية (الهائية)، ويمكن تقسيمها نقدياً وتحليلاً تفتيقياً إلى (5 خمسة مستويات موضوعاتية) على النحو التالي:
المستوى الأول: وهو المدخل الافتتاحي للقصيدة، حيث يتحدث فيه الشاعر عن القافلة و(النوق) وسيلة المواصلات في هذه الرحلة الحجيَّة، ويجسد مشاعرها وأشواقها وهي متجهة من مصر إلى الحجاز بيت الله الحرام في مكة المكرمة، ويبين ما عانته هذه (النوق) من شدة وتعب ومكابدة.
وقد جاء هذا المستوى في (ستة أبيات) ونختار منها ما يوضح هذه الفضاءات، يقول الشاعر:
“دعا النوق داعي الشوق حين دعاها
فلبّت وبلَّت بالدموع خطاها
فلا تزجراها في المسير فعندها
من الشوق ما لو خُلِّيت لكفاها
….
….
لقد عاينت في سيرها كل شدة
تكابدها في صبحها ومساها
في هذه الأبيات، يصف الشاعر (النوق) التي تحمل الحجيج إلى الديار المقدسة، ويجسدها كائناً بشرياً لها من الأشواق والمشاعر النفسية، وما عانته وتعانيه من الشدائد والمتاعب في هذه الرحلة الطويلة والشاقة، والدموع التي تهل من عيونها طوال هذه الرحلة.
المستوى الثاني: وهو أغلب أبيات القصيدة (تسعة عشر بيتاً)، وفيها يذكر الشاعر المراحل والمنازل التي تقف عندها القافلة للمبيت أو الراحة أو التزود بالماء، وهي: بركة الحاج، وادي البويب، روض الكبش، مراكع موسى، المصانع، السويس، وادي القباب، نخل، السطح، أيلة الفيحاء، حقل، جروف، وادي عفان، مغار شعيب، العيون، وادي النبك، سلمى، كفافة، أزلم، الاسطبل، الوجه، أكرا، الحوراء، نبط، ينبع، الدهناء، بدر، القاعة البزواء، رابغ، خليص، مَرَّ (الظهران)، مكة المكرمة.
يقول الشاعر:
فمن (بركة الحجاج) سارت يحثها
من الشوق حادي العيس حين حداها
,,,
وقرَّت عيوناً بـ(العيون) وراجعت
وقد طلقت أجفانها لكراها
وفي أرض (سلمى) سلَّمت ثم يمَّمت
(كفافة) تكفيها شديد صداها
وفي (ينبع) كان المقام فحبذا
ديار لعمري لا أحب سواها
وأرض (خليص) حبذا ذاك منزلاً
به بلغت كل النفوس مناها
وفي بطن (مَرٍّ) قد نزلنا عشية
ومن (مكة) لاحت بروق سناها
في هذه الأبيات، يتتبع الشاعر الأماكن والمواقع التي يمر عليها الحجيج وقوافلهم الحجيَّة، فيقفون عندها، أو يبيتون، ويستقون، ويريحون دوابهم، ويستعدوا للمسير القادم!!
فمن (بركة الحجاج)، وهي (بركة الحاج) في الديار المصرية بجوار القاهرة، نحو (10 أميال) إلى الشمال الشرقي، يتجمع الحجاج للمغادرة، وكان اسمها قديماً (الجب) أو (جب عميرة). ويصفها الشاعر مجسداً مشاعر (النوق) التي دعاها (الشوق) وحداها حادي العيس إلى مكة المكرمة وبيت الله المقدس فيها. وفي (العيون) استقرت القافلة وقرت عيونها بالراحة والكرى/ النوم!! وهذه (العيون) هي (عيون القصب) أو (عينونة)، الواقعة على وادي عينونة، قريباً من (ضباء) في البلاد السعودية.
وفي (أرض سلمى) و(كفافة) مرت القافلة مروراً سريعاً حيث (سلَّمت) على (أرض سلمى) وكفتها (كفافة) شديد التعب ووعورة الطريق. و(سلمى) و(كفافة) هي حالياً (ضباء) المدينة السعودية المعروفة، في الشمال الغربي وكانتا واديان يجري فيهما الماء عذباً زلالاً، ويستقي منه الحجاج القادمون على طريق الحج المصري.
وأما (ينبع) فهي المدينة السعودية المعروفة والتي تبعد عن المدينة النبوية حوالي 150 كيلومتراً، وسميت كذلك لكثرة ينابيع الماء والعيون الجارية طوال العام، وهي المعروفة بـ(ينبع النخل). وقد ارتاحت نفس الشاعر عندما وصلها مع القافلة الحجيَّة، وأقام فيها مرتاح البال والخاطر فقال:
ديار لعمري لا أحب سواها!!
ثم يذكر الشاعر (خليص) و(مَرَّ) و(مكة) كآخر المواقع والمحطات التي يمر بها الحاج المصــري. فأما (خليص) فهي المعروفــة بهذا الاسـم حتى اليــوم. و(مَرَّ) هي (مَرَّ الظهران) أو (بطن مَرَّ) الوادي الكبير القريب من مكة المكرمة، ويعرف الآن بـ/وادي فاطمة أو الجموم وفي هذا الوادي (مَرّ) أو (مَرّ الظهران) نزلت القافلة الحجيَّة وقت العشي/ أي العصر تقريباً، واستشعر الحجاج قربهم من مكة المكرمة حيث: (لاحت بروق سناها)(8).
والمستوى الثالث: من القصيدة هو الذي يتحدث فيه الشاعر عن فعاليات الحج والمناسك أثناء إقامة الحجاج بمكة المكرمة، وذلك في (ثمان أبيات) وجاء فيها:
وبعد ثمان فاستقلوا إلى (منى)
وصلُّوا وباتوا ساكنين رباها
إلى (عرفات) بعد ذاك توجهوا
وحطوا بها مستغنمين دعاها
ولله في (جمع) لهم ليلة مضت
فما كان أحلى ذكرها وسناها
فصلُّوا وساروا قاصدين إلى (منى)
وما منهم إلا (الجمار) رماها
وهنا نجد الشاعر يصف إقامة الحجيج بمكة إلى اليوم الثامن من الحجة – وهو ما يعرف بيوم التروية – حيث انتقلوا إلى (منى) ليقيموا فيها مستعدين للصعود إلى عرفات يوم التاسع من ذي الحجة – المعروف بيوم الوقفة، أو يوم الحج -. كما يصف انتقالهم إلى (عرفات) واستثمار ذلك اليوم في الدعاء والتضرع، ثم الانتقال إلى (جمع) أي (مزدلفة) حيث يبيتون فيها استعداداً لجمع (الحصوات) التي يرمون بها (الجمار الثلاث بمنى) وقاموا بذبح الأضاحي، وحلق الرؤوس وطواف الإفاضة، ثم العودة إلى (منى) للمبيت ثلاثة أيام قبل المغادرة إلى المدينة المنورة، وأغلى أمنياتهم أن تطول هذه المدة لما فيها من المشاعر الإيمانية.
يقول الشاعر:
وبعد طواف البيت عادوا إلى (منى)
أقاموا بها مستوطنين ببلدةٍ
وكم من أمان نالهم بمناها
يودون فيها لو يطول مداها
وهنا نلاحظ جمالية القول الشعري، واستخدام الشاعر بلاغة الجناس والطباق، فبعد الطواف عادوا إلى (منى) وتحقق لهم (الأمان) ونالوا (المنى). وكل ذلك إيحاءات ودلالات ترميزية لما تحدثه مفردة (منى) من تحولات وما تدل عليه من (أمان) و(أمنيات).
والمستوى الرابع: يتضمن استكمال هذه الرحلة الحجيّة بزيارة المدينة النبوية، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، وزيارة المآثر النبوية والإسلامية في المدينة المنورة، وذلك في ثلاثة أبيات، يقول فيها:
وساروا إلى الهادي وأطرب سمعهم
بذكراه حادي العيس حين حداها
إلى (بدر) عادوا ثم منها توجهوا
بقصدٍ إلى (الصفراء) وقت ضحاها
ومن بعد ساروا (للعقيق) وهم سوا
(ليثرب) حياها الحيا وسقاها
وهنا – في هذه الأبيات – يذكر الشاعر المنازل بين مكة والمدينة التي يقف عندها الحجاج، فذكر (بدر) وهي القرية التي وقعت عندها أول معركة في الإسلام (موقعة بدر الكبرى)، في السنة الثانية للهجرة، وهي بئر مشهورة ومحطة لمرور القوافل الحجيَّة، وفيها أحد الأسواق العربية المشهورة، وتقع جنوب غرب المدينة المنورة بحوالي (150 كيلومتراً)، وهي حالياً محافظة سعودية تنتبع إمارة منطقة المدينة المنورة. ثم يمرون بوادي (الصفراء) القريب من المدينة المنورة، وهو وادٍ كثير النخل والمزارع والعيون المائية.
ثم يصل الحجاج وقوافلهم إلى (العقيق)، وهو وادٍ قريب من المدينة المنورة من أشهر الأودية، كثير المياه العذبة، وعلى جانبيه مزارع النخيل والفواكه والخضروات. ثم يصلون إلى (يثرب/ المدينة المنورة) حيث مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن خلال هذه الأبيات يشعر القارئ بالروح الإيمانية والمشاعر والأشواق النفسية التي يعيشها الشاعر ورفاقه من الحجاج وهم في رحاب المدينة المنورة وما جاورها.
المستوى الخامس والأخير: وهو خاتمة القصيدة، وجاء في (سبع أبيات) يتحدث فيها عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ويصف مشاعره ومشاعر الحجاج الذين تاقوا لزيارته والسلام عليه والتشفع به والصلاة في مسجده.. يقول الشاعر:
هو المصطفى خير البرية أحمد
…
إليك رسول الله يا من لفضله
ضيوف أتوا يبغون جودك والقرى
مرادهم منك الشفاعة في غدٍ
عليك صلاة الله ما لاح بارق
شفيع الورى يوم القيام طه
جميع المعالي كلها تتباهى
وحاشا وكلا أن يخيب رجاها
إذا سمع الداعي النفوس دعاها
وما طاب من وادي زرود صباها
وفي البيت الأخير إشارة إلى (وادي زرود) وهو موضع أثري وتاريخي قديم إلى الشمال الشرقي من حايل في السعودية وكان طريق الحاج العراقي يمر فيه لأنه أحد المنازل التي يتوقف عندها الحجاج العراقيون. وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم خيَّم عندها في إحدى غزواته!! وعندها عسكر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وجيشه في الطريق إلى القادسية سنة 14هـ, ونزلها الحسين بن علي رضي الله عنه في طريقه لكربلاء.
وهذا يدل على ثقافة الشاعر ومعرفته بالمواقع البلدانية والتاريخية(9).
ومن خلال هذه المستويات الخمسة التي تتأطر فيها القصيدة، يشعر القارئ بمقدرة الشاعر بدر الدين بن جماعة على الإحاطة بطرق الحج ما بين مصر ومكة المكرمة، وما فيها من علامات واستراحات، وتجسيد المشاعر والحالات التي تمر بها القافلة سواء الرجال/ الحجاج أم الدواب والنوق التي تحملهم وتكون وسيلة المواصلات لهم، في رحلة تمتد شهراً كاملاً منذ البداية من القاهرة وحتى النهاية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
(4) ختام:
وهكذا، كنا في رحلة حجيَّة شعرية، تعرفنا فيها على طريق الحج والمنازل التي يقف عندها الحجاج القادمون من مصر والمعروف بـ(طريق الحج المصري)، وفيها (31 موضعاً) صاغها شيخ الإسلام، وقاضي القضاة في زمانه – (639هـ – 733هـ الموافق 1241م – 1333م) أيام الدولة المملوكية، محمد بن إبراهيم بن سعدالله بن جماعة المعروف بـ/ (بدر الدين بن جماعة) في منظومة شعرية بلغت (42 بيتاً) على البحر الطويل والقافية (الهائية)، وتداخلنا مع فضاءاتها ومستوياتها الموضوعية حيث قسمناها إلى خمسة مستويات/ موضوعات وحللناها تفتيقاً ومقاربة نقدية وصولاً إلى الغايات المعرفية والتعريفية بهذا النوع من الرحلات الحجيَّة…
والحمد لله رب العالمين.
– جدة