أحد أكثر الأعراض إزعاجًا وألمًا للمرضى هو الشلل الوجهي أو ما يعرف بالـ (Facial Palsy)، يُعرف هذا العارض بتأثيره على الوجه؛ بشكل نصفيّ أو – في النادر – شقّي الوجه، مسببًا شللًا حركيًا في عضلات الوجه وآلامًا فيها بسبب ضرر في العصب الدماغي السابع؛ الذي يعرف بالعصب الوجهي.
تتعدد أسباب هذا العارض؛ فأحد أهم الأسباب ما يلحق الإصابة بالحزام الناري أو الـ((Shingles، ويعرف بمتلازمة “رامزي هانت” (Ramsy-Hunt Syndrome)، حيث إن الفيروس الذي يسبب الحزام الناري (Varicella-Zoster) يصيب تباعًا العصب الوجهي ويسبب شللًا به، بجانب مضاعفات سمعية تنقضي بعد عدة أسابيع أو عدة شهور!
السبب المهم الآخر هو ما يعرف بشلل “بيل” أو (Bell’s Palsy) نسبةً للجراح وخبير التشريح الإسكتلندي السير تشارلز بيل (1774-1842م) الذي كان له السبق في شرح هذا العارض وتدوينه، يُعرف هذا النوع من الشلل الوجهي بكونه يظهر بدون سبب فعلي، ويستمر لعدة أسابيع.
ولك أن تتخيّل شدة تأثير هذا العارض على المصاب به؛ فنصف الوجه “متدلٍ” ومشلول مقارنةً بالنصف الآخر، مع صعوبة في إغلاق جفن العين بجانب الألم الذي يحدثه الشلل؛ بالإضافة لغياب القدرة على التحدث والأكل والشرب بشكل طبيعي، عدا عن تأثيرات العارض الاجتماعية من فقدان للقدرة على التعبير وإظهار علامات الفرح أو الامتعاض!
ودَرَجَ في الثقافة أن من مسببات هذا العارض تعرض الوجه للهواء البارد أو التكييف؛ الذي لاقى معارضة من الأطباء والخبراء بناءً على المعلومات والدراسات الطبية المتوفرة عن هذه المسببات حينه، إلا أن دراسة طبية صينية حديثة – منشورة في مجلة “الطبيعة” العلمية الرائدة في نوفمبر من العام 2023م – شملت ما يفوق 5 آلاف مشارك بها؛ أعلنت أن أعلى نسبة متوسطة للإصابة بشلل “بيل” بين المشتركين في الدراسة كانت في شهر ديسمبر الميلادي؛ أحد أكثر شهور السنة برودة!
لذا يبقى الجدل فيما يسبب هذا العارض قائمًا، وحتى ينقضي هذا الجدل التكييف لا يزال متهمًا!
0