عالمنا الإسلامي اليوم يمر بمرحلة من أصعب مراحله التاريخية؛ وذلك بانتشار ظاهرة التطرف والإرهاب، تلك الظاهرة التي امتدّت إلى العالم بأسره باسم الدين الإسلامي، والإسلام بريء من ذلك .
ظهر الإرهاب والتطرف بصورة مُدهشة بأسباب كثيرة ودوافع مختلفة، ولكن من أهمها نتيجة سوء فهم الإسلام بنصوصه التي جاءت رحمة للعالمين، ولم تكن يومًا من الأيام بعيدة عن احترام القيم الإنسانية، وتحقيق العدالة والمساواة بين الناس بغض النظر عن الانتماء أو اللون .
وبعد غليان طوفان التكفير وامتداد موجات الإرهاب بسوء انتشار الفتاوى الهمجية التي لا تصدر من الجهات المختصة والرسمية المعتمدة شرعيًا ودوليًا باستباحة دماء الأبرياء، واغتصاب الممتلكات كان من واجب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله – تم توجيه دعوة لعقد المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية لدول العالم الإسلامي في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله-.
وفعلًا تم توجيه الدعوة وأسند خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله – إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ -حفظه الله – ليكون الرئيس التنفيذي للمؤتمر .
وهو أمر تمَّ وضعه في موضعه الطبيعي؛ لأن الوزير آل الشيخ رجل المسؤولية بعزم وحرص واهتمام، قاد قافلة الإصلاح أكثر من نصف قرن، فهو في الميدان، جهوده الإصلاحية مشهورة عند توليه رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واليوم يقود – معاليه -وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وسط إنجازات كبيرة في الداخل والخارج.
لقد أدرك آل الشيخ دور المؤسسات الإسلامية في العالم في نشر الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب، فعمل بتقريب الوزارة إلى نظيراتها في العالم للعمل معًا بمذكرات تفاهم تم التوقيع عليها .
وإن كُنا اليوم نرى المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بمكة المكرمة المنعقدة في ٢٨ المحرم إلى ١ صفر 1446هـ بعنوان: (دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال) في هذه الفترة، نجد أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى مثل هذه اللقاءات التي تُعزز وحدة الأمة الإسلامية، وتضع أسس وقواعد المرجعيات الدينية المعتمدة التي تصدر منها الفتاوى الشرعية التي تقوم بخدمة المجتمع على نهج الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب .
وما شاهدناه في حج العام الماضي من كثرة الوفيات والإصابات؛ نتيجة تلك الفتاوى التي أصدرتها شرذمة من دعاة التكفير والتضليل يأتي المؤتمر ليوقظ مشاعر المسلمين من عدم التلاعب بنصوص الكتاب والسنة بمفاهيم مغلوطة تأتي لتخدم جهات سياسية لتحقيق مصالحها الشخصية.
ودور الوزير آل الشيخ في إطار جمع العلماء والدعاة الربانيين في المؤتمر التاسع لوزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف بمكة المكرمة، جاء نتيجة جولاته الدعوية العالمية، فصدرت القرارات والتوصيات التي تخدم المجتمع وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية في الدين .
وعلى هامش المؤتمر حرص معالي الوزير على عقد لقاءات مكثفة مع وزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف العالمية لمناقشة القضايا المتعلقة بالسلام والأمن والاستقرار في العالم، وهي رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – إلى جميع الوفود المشاركة في المؤتمر.
وفي الختام أسأل الله أن يُبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله – على جهودهما المستمرة في جمع كلمة المسلمين على الحق في أحب البقاع إلى الله.
وأن يحفظ معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – ولكافّة منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية لما بذلوه من جهد كبير لنجاح المؤتمر .
• إمام وخطيب المركز الثـقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا