شهدت الصحافة السعودية في السنوات الأخيرة تغييرات جذرية تتماشى مع التطورات التكنولوجية والاجتماعية. يستدعي استشراف مستقبل هذه الصحافة مراعاة عدة جوانب رئيسية:
1- التحوّل الرقمي:
أصبح الإنترنت المنصة الأساسية لتوزيع الأخبار والمعلومات، مما جعل الصحف التقليدية تواجه صعوبات كبيرة نتيجة تراجع الإقبال على النسخ المطبوعة. لذا، ينبغي على الصحافة السعودية تبني فكرة أن الخدمة الإخبارية هي منتج لا بد أن يحقق ربحًا بشكل أو آخر بشكل مستدام، وهذا سوف يعزز من وجودها الرقمي من خلال توفر ميزانية لتطوير مواقعها الإلكترونية وتطبيقات الهواتف والمنتجات الإعلامية بشكل مبتكر؛ مما يسهل على الجمهور الوصول إلى الأخبار بشكل أسرع وأكثر فعالية، ولعل التحالف مع مزودي شركات الاتصالات أحد الخيارات المتاحة .
2- الإعلام الاجتماعي
تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الأدوات لمخاطبة المجتمع؛ حيث يتعيَّن على الصحافة السعودية الاستثمار في إستراتيجيات ابتكارية تتفاعل بشكل مناسب مع الجمهور عبر هذه المنصات، وضمان دقة وموثوقية المعلومات التي يتم نشرها عبر ابتكار نظام وطني إخباري لكل خبر من خلال “باركود معين” عبر منصة رقمية مختصة؛ إضافة يمكن أن تُقام شراكات مع المؤثرين ذي المعرفة في تخصصاتهم لزيادة نطاق الوصول والتأثير من خلال التنوع في طرق أنواع الإعلام المتخصص.
3- تنوع المحتوى الإعلامي
ينبغي على الصحافة السعودية التركيز على تقديم محتوى يجذب أطيافًا متنوعة من الجمهور. يمكن أن تشمل هذه المحتويات تقارير تحليلية، مقالات استقصائية، بالإضافة إلى أشكال جديدة من المحتوى كالفيديوهات والبودكاست. إن تنوع الأخبار والمعلومات من شأنه تعزيز قدرة وسائل الإعلام على جذب القُراء والمشاهدين.
4- استشراف المستقبل:
في إطار رؤية 2030، تسعى المملكة العربية السعودية لتطوير عدة مجالات، منها: الإعلام. حيث يجب على المؤسسات الإعلامية تبني الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، مثل: الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، لتحسين جودة الأخبار وتعزيز تجربة المستخدمين.
5- التعليم والتدريب:
يُعد الاستثمار في التعليم والتدريب للعاملين في الصحافة السعودية أمرًا حيويًا. ينبغي تطوير برامج تعليمية تتناسب مع احتياجات العصر الحديث لصقل مهارات الصحفيين في التعامل مع التقنيات الجديدة وفن الكتابة والتحليل، وهذا الأمر ملاحظ عبر البرامج المقدمة من هيئة الصحفيين السعوديين والملتقيات الإعلامية مثل: منتدى الإعلام السعودي، وفي محور آخر عبر تشجيع المواهب الإعلامية السعودية من خلال النوادي الإعلامية في الجامعات السعودية.
ساحل الحرف
مستقبل الصحافة السعودية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرتها على التكيُّف مع التغيرات والابتكار. من خلال التركيز على التحول الرقمي، وتعزيز المحتوى، وتطوير المهارات، يمكن للإعلام السعودي أن يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز دورها عبر تقديم المعلومات بفاعلية تتناسب مع عصر السرعة والتكنولوجيا.