المقالات

شخابيط.. شقائق النعمان ومشاهير الدفع الرباعي

لأول مرة تستهويني الشخابيط لعل حظًا عارمًا يكتسيها على غرار ما كُنا نعتقد أنها شخابيط الرسامين التي تصنع في الأخير لوحات جميلة عالية القيمة وباهظة الثمن، سيما أنني سأرمي نفسي هذه المرة من أعلى قمة على الشاطئ في جوف بحر لجي، وذلك بين أجيال شقائق النعمان وبنات فاطمة؛ حيث قرون كان يشار فيها إلى أن المرأة مكبلة فكريًا أو بمعنى آخر مسلوبة الحقوق اللهم من صوت هنا أو هنالك، حتى إن بعض من يرون أنهن لا يقلنّ شأنًا عن الرجال فكريًا يكتبون بأسماء وهمية وكنى ذكورية، وبالمقابل بلغ الحال أن وجدنا أن هنالك ذكورًا قد تجرأوا جهارًا نهارًا على السطو على مؤلفات نسائية، وبين جيل اليوم جيل مشاهير ثقافة الدفع الرباعي السوشال ميديا والمنصات، ولن أتطرق لأسماء تحوطًا من الربط عنصريًا أو عقائديًا أو كلمات أو ألفاظًا بعضها أصبحت علامة تجارية وعناوين صارخة عليك قبل ذكرها أو اقتباسها دفع المعلوم أو تحري الدعاوي ويا غافل لك الله، ولن أسترسل كثيرًا في المقارنة بين حقبة أجيال شقائق النعمان وبنات فاطمة، ولا حتى حكاوي الجنيات والسعلوة والخيال الذي تفرزه بواعث الطبيعة آنذاك ومحدودية أفق الخيال، والتي كان المنتج الفكري والثقافي المهيمن ذكوريًا بتقييم ذكوري بحت وإن كان ما يميزه التخصص وما تنتجه الفطرة والإبداع وسلامة وسلاسة اللغة وسعة الخيال والاطلاع معًا؛ ليكوّن بالتالي بعيدًا عن التقعر والتصنع إلى صناعة معرفية وثقافية تواكب كل بيئة، وبين جيل اليوم الذي اختلفت فيه المعايير، ولا أبالغ إذا قلت أصبح فيه القاسم الأعظم إنتاجًا وتقويمًا انثوي، إذ يكفي أن تنطق فتاة مزيونة بغنج كلمة أو جملة لا تتجاوز كلمتين؛ لتصبح حديث المجتمع ومنصات التواصل بل عناوين المقالات وربما البرامج بل وحتى المناشط المجتمعية، ويكفي أن يزج بالفتاة لتقدم برنامجًا بلا محتوى لتجد أمواج الترويج تضاهي سونامي أثرًا وإضرارًا، وتشعل ليالي السمر الفضائي لقاءات ودردشة إلى درجة أنها قد تجمع مشهورين زوج وزوجة فيه الزوجة بطلة الاستعراض والزوج مزهرية في حوارات بالساعات ولا يخرج منها المتلقي بأي فائدة، بل قبل أن يخرجا من الاستديو يكونا قد أعلنا الانفصال بل حالة الانفصام وأخذ ذلك منحى آخر من الشائعات والآراء، وراح كل منهما يشهر بالآخر، لنكتشف أنهم مشاهير من ورق يتنافس فيها الجنسان أيهما أكثر سخفًا، حتى وجدنا أن أغلب مظاهرهم الجماهيرية كانت من أسواق تأجير الجمهور من متابعين وتابعين، والشواهد أكثر من أن تحصى، وتنتج بالتالي مظاهر غير مألوفة تجاوزت منصات الاستعراض إلى تجمعات الأسواق ولم تسلم منها معارض الكتب وما يتخللها من مبالغات في حفلات ما يُسمى بتوقيع المؤلف أو ظاهرة التأليف المزيف حتى سمعنا بكتاب من صفحة واحدة بها ثلاث كلمات، ونتمنى أن لا نرى ذلك في ساحاتنا المحلية مرة أخرى، ومما يؤلم أننا أصبحنا نشاهد بعض العقلاء من كبار السن والمبدعين أغراهم مثل تلك الظواهر الهلامية، فحولوا المناسبات إلى رقص وهز وسط . .. وأخيرًا. تتمدد تلك الظواهر الموجعة المفجعة من خارج الحدود لتولد ما يدمي القلوب، لنجد الزوجة ترسل رسالة لزوجها محتواها يقول: أنتَ طالق بالثلاث وما خفي أدهى وأمر. ظواهر هامشية مخيفة لذلك كما أشرت نجد معظمهم بالونات سرعان ما تنفجر لتختفي من خلال التدمير الذاتي لفقدان التموين الإبداعي، والآن كثير منهم ما بين مفلس وسجين..
خاتمة .. بعد هذه الشخابيط المتشربكة المختصرة.. أعلن أنني لست مع أو ضد لأن الحيرة كانت أكبر من مساحة التفكير في عالم مضطرب. هذه الشخبطة -إن فهمتم منها- شيئًا؛ فمن فطنتكم وحسن ظنكم بي وإن تعسر الفهم فمن تقصيري الذي -إن حدث- قد يوجب شيئًا من الاعتذار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى