الصحةالمحلية

بعد تحذير “الصحة العالمية” من انتشاره.. تعرف على أعراض ومخاطر “جدري القرود” وطرق الوقاية منه

حالة من الخوف تسيطر على العالم بعد انتشار مرض “جدري القرود”، الذي بدأ في الظهور داخل قارة أفريقيا، قبل أن ينتقل مؤخرا لبعض القارات الأخرى، بعد تسجيل حالات إصابة في باكستان والسويد والولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد الدكتور تيدروس جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن ظهور سلالة جديدة من جدري القرود وانتشارها سريعا في دولة الكونغو الديمقراطية، والإبلاغ عن حالات في العديد من الدول المجاورة، يعد أمر مقلق للغاية، خوفا من تحوله إلى جائحة عالمية على غرار جائحة كورونا، التي أصابت العالم بالشلل في السنوات الماضية.

ما هو “جدري القرود”؟

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود هو فيروس نادر ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أن ينتشر بين البشر أنفسهم، وتنتشر سلالة الفيروس الحالية في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة.

وينتشر وباء جدري القرود من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق بشخص مصاب بطفح جلدي، والاتصال المباشر وجهًا لوجه أو من الجلد أو من الفم، ويعتبر الوباء معدي بشكل عام.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي السلالة الجديدة من جدري القرود، موضحة أنه يشكل تهديدًا صحيًا عالميًا، لاسيما مع انتشاره السريع في العديد من الدول الأفريقية وتأثيره الشديد على الأطفال، مشيرة إلى أن عدد الإصابات تجاوز 27 ألف إصابة، مع تسجيل أكثر من 1100 وفاة، معظمها بين الأطفال، في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها منذ بداية العام الحالي.

هل جدري القرود قاتل؟

وحول خطورة جدري القرود وإمكانية تحوله إلى وباء قاتل، أوضح الدكتور المصري أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن فيروس جدري القرود قاتل ولكن ليس لكل الفئات.

وأوضح “الحداد”، عبر تصريحات إعلامية، أنّ أصحاب الأمراض المناعية، هم الأكثر عُرضة لمخاطر الوفاة، مؤكدًا أنّ مصابي “الإيدز” من يتعرضون للوفاة حال الإصابة بالفيروس.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة
وأشار الطبيب المصري، إلى أن الفئات المعرضة بشكل كبير للإصابة بفيروس “جدري القرود”، تتمثل في السيدات الحوامل، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المناعية والمزمنة، بالإضافة إلى الأطفال.

ونصح أستاذ الحساسية والمناعة، بعدة أمور للوقاية من الإصابة بجدري القرود، وعلى رأسها عدم التلاصق، وتجنب التلامس أو المعاملة المباشرة مع الشخص المصاب، خاصة إنه فيروس ينتقل بعدوى احتكاكية وليس تنفسية.

كما نصح بضرورة تطهير الأيدي بعد ملامسة الأسطح الخارجية، وطهي الأطعمة جيدًا، وتجنب التعامل مع الحيوانات غير المعروفة.

الإجراءات الوقائية للحماية من فيروس جدري القرود
وأعلنت “الصحة العالمية” عددا من الإجراءات الوقاية من الفيروس، موضحة أنه عند الاشتباه في حالة مرضية بجدري القرود يتم عزلها فورا، مع الالتزام التام بإجراءات مكافحة العدوى، وغسل الأيدي وارتداء أدوات الوقاية الشخصية مثل القفازات والماسك وواقي الوجه والنظارات الطبية.

ونصحت المنظمة أيضا بضرورة التعامل السليم مع ملاءات الأسرة، والتخلص من النفايات والتنظيف والتطهير.

تاريخ انتشار جدري القرود
من جانبه، كشف الطبيب المصري شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، أن مرض “الجدري” كان منتشرا في السبعينات، وكان له تطعيما، واختفى في أوائل الثمانينات مثل شلل الأطفال، مشيرا إلى أن مرض جدري القرود مشابه له في الأعراض وطرق الانتقال، لكن الوسيط مختلف، وينتقل عن طريق القردة والقوارض مع الملامسات.

وأضاف “حتة”، في تصريحات إعلامية: “أن العدوى تنتقل من إنسان مصاب لآخر صحيح، عن طريق الرذاذ واللمس المباشر، كما أن مرض جدري القرود ينتشر في القارة الأفريقية أكثر، نظرا لوجود بيئة الحيوانات من القردة والقوارض والزواحف”.

أعراض فيروس جدري القرود
ولفت الطبيب المصري إلى أن أعراض جدري القرود مشابهة لأعراض الفيروسات التنفسية؛ إذ يحدث رشح وصداع وارتفاع في درجة الحرارة، ويكون علاجه عن طريق علاج العرض.

وأشار أستاذ الطب الوقائي، إلى أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أعراض جدري القرود تتضمن أيضا، الطفح الجلدي، والتهاب الحلق، وآلام العضلات، وآلام الظهر، الوهن، وتورم الغدد الليمفاوية.

مخاطر جدري القرود
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك عدة مخاطر شديدة حال الإصابة بجدري القرود، أبرزها: إصابة الجلد بالبكتيريا ما يؤدي إلى خراجات، حدوث تلف خطير في الجلد، والإصابة بالالتهاب الرئوي، فضلا عن حدوث عدوى القرنية مع فقدان البصر.

كما تضمنت مخاطر الإصابة بعدوى جدري القرود، حدوث عدوى الدم مع استجابة التهابية في الجسم، إضافة إلى الإصابة بالتهاب الدماغ، والتهاب عضلة القلب، فضلا عن التهاب المستقيم، والتهاب الممرات البولية.

دراسة عالمية تثير القلق
وخلال الساعات الماضية، أثارت دراسة جديدة قلقًا عالميًا بشأن فعالية الأدوية المتاحة لمكافحة جدري القرود، حيث كشفت عن فشل الدواء الرئيسي “تيكوفيريمات” في تقليل مدة الأعراض لدى المصابين بالسلالة الجديدة والشديدة من الفيروس المنتشرة في إفريقيا.

وكان دواء “تيكوفيريمات” قد أثبت فعاليته في مواجهة السلالة 2 من الفيروس خلال التفشي العالمي السابق في عام 2022، إلا أنه فشل في تحقيق نتائج مماثلة مع السلالة الجديدة.

وأكدت دراسة نشرت في مجلة “بوليتكو” الأمريكية، أن الدواء لم يظهر أي تأثير يذكر في تقليل مدة الأعراض لدى المرضى في جمهورية الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول مدى فعالية الأدوية المتاحة لمكافحة هذا المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com