“1” الواقع
بالأمس وبعد صلاة العصر، استرخيت على الأريكة لما تصورت أنه كان بضع دقائق لكني غفوت لأستيقظ مع أذان المغرب … قبل غفوتي كنت أسأل نفسي ما الذي يميز أهل مكة المكرمة عن غيرهم؟ وأنا الذي زرت وأقمت في جميع دول الخليج ومعظم مدنها… وأستطيع أن أقول بأن أبرز ما عرفته في أهل مكة “صفتان” هما: “الأصالة والكرم”، وربما يقول أحدهم بأن الكرم سمة كل العرب، ولكني أقول كان ذلك حقيقة في الماضي، ولكننا اليوم نعيش عصر الزيف؛ فما نراه من مشاهد ظاهرها تحت مسمى الكرم وباطنها ليس سوى زيف المظاهر والمباهاة.
قليل من الأفراد الذين زاروا مكة بغير هدف الحج أو العمرة، وأستطيع أن أدعي أني من هذه الأقلية؛ حيث زرت مكة المكرمة أكثر من مرة ليس بهدف العمرة، وإنما بهدف زيارة بعض الأحبة فعلًا، وأستطيع أن أقول أيضًا إني من القلة الذين أتيحت لهم فرصة الصداقة مع رجال من مكة المكرمة.
أول منزل دخلته في مكة المكرمة، كان منزل أستاذي ومعلمي الأستاذ/ سليمان عواض الزايدي الذي تذوقت لأول مرة أكل العسل مع اللحم، وكانت فرصة للقاء عدد من الأحبة والأعيان في هذه المدينة المقدسة، ولا أنسى كرم الشيخ يوسف الأحمدي الذي وعلى الرغم من عدم الترتيب المسبق إلا أنه أبى إلا أن نتغدى معًا؛ ففوجئت بذبيحة وكنا خمسة أشخاص فقط .. وشرفني صديقي هرم الحجاز الفنان العزيز جميل محمود بأن أزوره في صومعته الخاصة والغرفة التي أنتج منها الكثير من الروائع الفنية .. وفي الطريق أبى موسيقار الصحافة الخليجية أخي عبدالله الزهراني إلا أن يوصلنا بنفسه إلى جدة بعد أن تناولنا إفطارًا شهيًّا على مائدة وافرة … ثم فوجئت بالعزيز الغالي على الجميع العم عاطي، وبعد أن علم أننا وصلنا جدة أصر إلا أن يأتي إلى جدة، ويرتب لنا خروفًا نعيميًا، كان لحمه يُجبرك أن تصاب بالتخمة …
يبدو أني أغمضت عيني، وأنا أستذكر تلك المواقف … و ….
للحديث بقية…
أشهد علي ذلك فقد كنت رفيقا في الزيارة الأخيرة وما وجدت سوي الخير والكرم من أهلها والراحة النفسية وعدم الشعور بالغربه في شوارعها.
شكرآ د. عبدالحميد فقد كنت انت من قدم لي هذه الدعوه لرفقتك في هذه الرحلة الطيبة والارض الطيب اهلها