المقالات

عامنا الدراسي ليس همًا ولا شبحًا

تعلّمنا وعرفنا إذا أراد أي مجتمع بناء قوة وحضارة وعيش كريم؛ فأمامه التعليم ثم التعليم ثم التعليم؛ لأنه ركيزة أساسية تُبنى عليها حضارات الأمم وقوتها ومكانتها وحتى هيمنتها وصمودها؛ فالتعليم هو من يولد الطاقات ويبني العقول، ويستخرج عصارتها وثمارها وإبداعاتها، ويستثمر كل الوقت ويختصر المسافات، وقس على ذلك ما لا يعد.
إذًا فليكن عامنا الدراسي عام فرح وابتهاج وحب وعز ونماء؛ لأنه في الواقع يبني قوة أبنائنا واستقطابهم في كل المجالات المتعددة التي لا حصر لها؛ لتعتمد على الله أولًا ثم على طاقاتها البشرية من أبنائها؛ ليكون مجتمعنا بلد علم ودراية ورقي ومسايرة لكل التحديات والتحديثات في شتى المجالات.
نحمد الله أننا في بلد -أعزنا الله- فيه بالإسلام وبالحكام وبالنظام الميسر لكل مراحل التعليم من الخطوات الأولى حتى نيل الدرجات العليا بيسر وسهولة في كل التخصصات والمجالات دون تحديد حد أدنى في أي تخصص.
لم يقتصر التعليم بموطننا الغالي بالحصر أو بالمكان أو الزمان بل أتاح لنا ولأبنائنا كل الطرق في الداخل والخارج، ودعم ورعاية دور العلم والمعرفة؛ فإنشاء المدارس الراقية والمعاهد والجامعات المتعددة بطاقاتها وكوادرها المميزة؛ فضلًا عن مصادر وصروح كثيرة ومتنوعة لمجالات أخرى مدنية وعسكرية وشركات عملاقة ومؤسسات كبيرة يساهم كل منها في شأن عظيم للبناء لخدمة الدين والوطن وأهله.
من هنا أقترح أن يخصص أسبوعًا كاملًا قبل بداية كل عام دراسي لبرامج توعوية عبر إعلامنا وقنواتنا نبتهج فيه ونستبشر خيرًا بقدوم عام جديد لمسيرة التعليم، ويُشرح من خلال البرامج فضل التعليم ويسرها من البديهيات؛ مرورًا بمراحله الأولى والوسطى والعليا وأنشطته لنزرع في أبنائنا بجنسيهما الثقة بسهولة وحب التعليم وبساطته إذا أدركنا المقاصد بأنه ذو عطاء يسهل الدروب؛ فمسيرة التعليم ممتعة لأنها تبني العقول، وتستخرج دررها لأبنائنا وتهيأ لهم المجال وإتاحة الفرص للنمو والترقي لسوق العمل، وخدمة الدين والنفس والوطن.
يؤلمني ويحزنني ويحز في نفسي كثيرًا كلما نشاهد في وسائل التواصل من الأعداء والفاشلين والمحبطين بل الساقطين الذين يصورون بداية كل عام دراسي لأبنائنا بأنه شبح مخيف وهم وبغض وغيرها من السواقط التي رأيتها بأم عيني وبأذني في مقاطع وصور متعددة، أعتقد أنها تُعد من أعداء لهذا البلد الذين لا يرجون له ولشعبة الخير والعلم والنماء يساهم بنشرها دائمًا الفاشلون الذين لا خير فيهم إلا بهداية الله.
كما أرى أن يؤخذ على كل من يصدر منه أي عمل في وسائل التواصل تضر ببلدنا وأهله، وتصور الوقائع عكس الواقع الحقيقي مثلما يحدث منهم بداية كل عام بأن الهم يأتي للأسر والأبناء والمجتمعات بعد الإجازة الصيفية أو إجازات ما بين الفصول؛ فيدخلون عليهم المنغصات بينما الواقع المفترض أن نبتهج بقبول أبنائنا في كل مراحل تعليمهم واجتياز ما قبلها، وأنهم يشكلون العامل الأهم في ركيزة بناء الوطن والمواطن؛ خصوصًا والنسبة العظمى من المواطنين شبابية داعمة -بإذن الله تعالى- تبني وتساهم بالعطاء والنماء في كل مجال يخدم الدين والوطن والمواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى