المقالات

قصة العالمين… “هوك” و”نيوتن”!

عالم الرياضيات والفلك السير “إسحاق نيوتن”، هو أول من صاغ النظريات المتعلقة بالجاذبية الأرضية، والطاقة، والميكانيكا بمعدلات رياضية محكومة، أبهرت العالم أجمع، وغيّرت مجرى التاريخ الإنساني.
ينسب له الفضل في وضع أسس ومبادئ علم التفاضل والتكامل؛ في كتابه الذي يُعد أحد أهم الأعمال في تاريخ العالم “الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية”، الذي أحدث ثورة علمية جعلت منه اسمًا متواردًا منذ تاريخ إصداره لأول مرة في الخامس من يوليو عام 1687م.
في عام 1672م، وهو في سن الثلاثين من العمر نال “نيوتن” عضوية الجمعية الملكية البريطانية، وهي إحدى أرقى الجمعيات العلمية في العالم، والتي كانت تعج بعلماء العصر في تلك الفترة، من أمثال: عالم الفلك “أدموند هالي” الذي سمي المذنب “هالي” باسمه، والمعماري الشهير “روبرت بويل”، مصمم كنيسة “السنت بول” في لندن، وكذلك رئيس الجمعية وقتها العالم الفذ “روبرت هوك”، صاحب الإسهامات الكبيرة في مجالات مختلفة؛ في الطب والعلوم والأدب وغيرها.
كان العالم “روبرت هوك”، معروفًا عنه كُرهِهِ الشديد للعالم “نيوتن”، ففي السنة الأولى لانضمام “نيوتن” لعضوية الجمعية الملكية البريطانية هاجم “هوك” زميله العالم “نيوتن” بسبب نظرية قدمها “نيوتن” عن أصل اللون الأبيض، وأنه مزيج من عدة ألوان، إضافة إلى عدة معادلات رياضية عن الضوء وميكانيكياته، لأنه كان مهتمًا بنفس الموضوع وجيش غيره من العلماء للهجوم عليه.
وأصبح العالم “هوك” يقف في وجه كل نظرية أو بحث يعمل عليه “نيوتن”، ووصل الخلاف بينهما لدرجة أن ترك العالم “نيوتن” مقر الجمعية واستأثر العمل من بيته.
في عام 1680م، رفض العالم” هوك” رئيس الجمعية أن يوفر السيولة المالية للعالم “نيوتن”، ليتمكن من إكمال معادلته الرياضية التي تفسر الجاذبية لأول مرة بين الكواكب، والتي تعتبر أول معادلة تفسر النسيج الكوني وترابط الأجرام السماوية، بحجة أن “نيوتن”، قام بسرقتها منه!
عندها تكفّل العالم “هالي” صديق العالم “نيوتن” في توفير السيولة، وساعده في نشرها في كتابه على حسابه الخاص، وبسبب موقف العالم الفلكي “هالي”، أضحى “نيوتن” أشهر عالم في تاريخ البشرية الحديث، والأب الروحي لكل علماء الفيزياء في العالم.
بعدها تقلّد العالم “إسحاق نيوتن” رئاسة الجمعية الملكية البريطانية خلفًا لعدوه اللدود العالم “هوك”، وأصبح التاريخ يتذكّر العالم الجليل “هالي”، ليس فقط لإسهاماته العظيمة في مجال علم الفلك، بل لموقفه المشرف مع صديقه عالم القرن السير “إسحاق نيوتن”.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحديث عن التنافس بين المشاهير من العلماء أمثال من وردت أسماؤهم فى مقالكم الجميل أخينا د. بكرى شيئ ممتع لأنه يدور حول مواضيع فتحت آفاقا علميه للبشريه كانت سببا فى تطور العلوم المختلفه على إعتبار الرياضيات والفيزياء من أمهات العلوم الطبيعيه.
    إلا أن العالِم روبرت هوك زوّدها حبتين ولكن نيوتن أستكمل أبحاثه ومخترعاته بأمر يريده الله لخدمة كوكب الأرض الذى يعيش عليه البشر وهذه حكمة الخالق…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى