المقالات

شكرًا معلمي الأجيال وصنّاع الإبداع

مع بداية عام دراسي جديد حافل بالعطاء نزجي لكم أيها المعلمون والمعلمات تحيةَ إجلال وإكبار، وتقدير واعتزاز، يا من حملتم رسالة (اقرأ) العظيمة، هنيئًا لكم هذا الشرف العظيم الذي لا يدانيه شرف، لقد حملتم رسالة الأنبياء أيها الأوفياء الأنقياء، رسالة العزة والكرامة، رسالة الخير والفضيلة، أبشروا فقد قال عنكم المعلم الأول صلى الله عليه وسلم : “فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السماواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ”.
على أيديكم يُصنع الرجال، وعلى عواتقكم تُبنى الآمال، وبهمتكم وقوة عزائمكم ينشأ الأجيال، وبإخلاصكم وتفانيكم ترقى البلاد لتلامس عنان السماء فخرًا وعزًّا ومجدًا، بكم تزدهر الأوطان، ويسعد الإنسان، وتتذلل العقبات، وتهون الصعوبات .
أنتم فخر الأوطان في كل زمان ومكان، أنتم مشاعل النور في دياجير الظلام، وحاملو رسالة الخير والسلام، أنتم أمل البلاد، وفخر العباد، وسر نجاح الأمم، وعلو الهمم .
لا شك أَنّ المربي الحق هو الذي يكون قدوة حسنة لطلابه في أقواله وأفعاله، هو من يترك الأثر الحسن في نفوس طلابه، هو من يسعى لرفع المستوى العلمي، والمهاري، والأخلاقي لديهم بالممارسة، والمدارسة، والحوار الفعَّال، هو ذاك المعلم الذي يمارس دور الأب، والأخ، والصديق؛ فيتقبل منه طلابه كل ما يريد حياءً، وتقديرًا، وتبجيلًا .
وإزاء هذا الدور العظيم للمعلم؛ فإنه من الواجب على جميع أفراد المجتمع احترامه وتشجيعه ومؤازرته وتحفيزه ليقوم بأداء رسالته بكل أمانة وإخلاص وتميز، بعيدًا عن تلك الأصوات الحاقدة والناقمة التي تهرف بما لا تعرف، فهناك من يقلل من شأن المعلم، ويطالب بحرمانه من الامتيازات والحوافز، ويصفه بأوصاف لا تليق به وبرسالته السامية، فتنعدم لديه روح المبادأة والمبادرة والعطاء داخل الصف ومع طلابه، ولا يكون مبدعًا ومنتجًا؛ حيث قُتِل في نفسه الطموح .
المعلم يحتاج التحفيز وتوفير الجو اللائق والبيئة المناسبة والجاذبة المزودة بأحدث التجهيزات حتى يتمكن من أداء رسالته العظيمة بنفس راضية مطمئنة .
والمعلم بحاجة لدعمه وتقدير جهوده واستثارة الدافعية لديه ومنحه الثقة حتى يشعر بمكانته وعلو شأنه، فيعطي بلا كلل أو ملل، ومتى وجد المعلم ذاك الاهتمام والتحفيز من خلال تطوير مهاراته وقدراته، وتقديم الدورات التدريبية له في مجال تخصصه، والمناهج والبرامج ذات الصلة باهتماماته وقدراته، وتوسيع مداركه، واطلاعه على أحدث الدراسات العالمية في مجال التدريس لمواكبة التطورات والمستجدات التي يشهدها العالم اليوم؛ فحينها يكون المعلم قد تزوّد بقدر كبير من المعارف والمهارات والدورات والبرامج والأنشطة التي تسهم في تحقيق أهداف التعليم بالشكل المطلوب .
وعلى سبيل المثال فقد أثبتت الدراسات الحديثة أهمية الأنشطة الطلابية المصاحبة للمقررات الدراسية لترسيخ المعلومات والمفاهيم في أذهان الطلاب، ومساعدة الطلاب على زرع الثقة وكسر حاجز الخوف والخجل في نفوسهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتعديل سلوكهم، وغيرها من الفوائد التي ينبغي أن يراعيها المنهج بمفهومه الحديث الذي يهتم بجميع عناصر العملية التعليمية، ومن أهمها: إعداد وتأهيل المعلم بما يحقق تلك الأهداف .
كما هو جميل أن يهتم راسمو سياسات التعليم بهذه الجوانب المفيدة التي تضمن – بعد توفيق الله – إعداد وتأهيل المعلم، وتزويده بالمهارات والبرامج لمواكبة التطورات والمستجدات، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 حتى يكون قدوةً حسنة لطلابه تربويًا وعلميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى