من أقوى أسباب التطوير مراجعة التجارب وتقييمها من كافة جوانبها، ولا شك أن تجربة تطوير دوري المحترفين السعودي حظيت بنجاح كبير؛ مما يعني نجاح الفكرة والهدف منها غير أن هذا النجاح لا يخلو من بعض الملاحظات التي ينبغي أن تراعى لمواصلة الارتقاء بمستوى الدوري لمصاف الدوريات العالمية الكبرى، ومن تلك الملاحظات:
١- ضرورة تمهين الإعلام الرياضي؛ فقد اتضح أن بعض المشتغلين به لا يمتلك أقل المهارات المهنية المطلوبة؛ فأسلوب النقد والتعليق والتحليل جميعها لا تواكب تطور الدوري، ولا تليق به ويجب إعادة النظر فيها لتطويرها.
٢- من الأدلة على ذلك تأجيج التعصب الرياضي ومحاربة الجماهير بحسب انتماءاتها الأمر الذي ينعكس على نفور هذه الجماهير، وبالتالي فقدان قوتها التنافسية.
٣- يستخدم بعض المعلقين مصطلحات لا تنتمي لكرة القدم مثل: (كتيبة- موقعة – كسر العظام- هزيمة مذلة- الميدان- إستراتيجية- انتصار) وغيرها من المصطلحات الحربية، وفي المقابل مصطلحات أجنبية (ريمونتادا وكلين شيت)، وغيرها مع أن هناك معلقين باللغة الإنجليزية لمن أراد المتابعة بهذه اللغة.
٤-يجب رصد مخالفات وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم الألفاظ النابية وتنسف تجربة الدوري، وتحقر من الأشخاص والكيانات الرياضية، ومن ثم محاسبة المخالف نظامًا وشرعًا .
٥- ولأن الدوري السعودي متابع عالميًّا، أتمنى إلحاق بعض المعلقين السعوديين بدورات تثقيفية؛ فمعظم ما نسمعه لهو أمر يدعو للدهشة وأساليب تنفر المستمع والمشاهد رغم وجود معلقين عرب ذوي جودة عالية لم يتم الاستفادة من خبراتهم .
٦- يجب إغلاق باب الانتقاد عن الاتحاد السعودي ولجنة الانتقالات ولجنة الحكام وكافة اللجان التي تنظم الدوري؛ لأن الانتقاد السلبي لها يثبط عزيمة العاملين، ويتسبب في إرباك الخطط الموضوعة.
٧- بعض البرامج الرياضية تخلط بين الإثارة والحماس وبين نشر التعصب الرياضي والكراهية بين الجماهير الرياضية؛ فكم أتمنى ضبط هذه البرامج وإدارتها بعقلانية وإسنادها لمن يتمتع بعقلانية وحياد؛ وبخاصة تلك التي تلقى متابعة جماهيرية كبيرة.
وأخيرًا كل الأمنيات لجميع الأندية بالتوفيق، وأن ترتقي المستويات التنافسية للحد المأمول الذي يطمح إليه الجميع.
