المقالات

بيجماليون في الفصل الدراسي!

في العام 1984م قام (روبرت روزنثال)؛ العالم والمحاضر في قسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا ولاحقًا في هارفارد، بعمل تجربة فريدة لدراسة ظاهرة أسماها فيما بعد بتأثير “بيجماليون” أو (Pygmalion Effect)، يوضّح هذا التأثير كيف أن التطلعات العالية التي نضعها على فرد معيّن ستمكن هذا الفرد من تحقيق إنجازات عالية، والعكس صحيح.
ويرجع أساس التسمية بـ “بيجماليون” إلى قصة الأسطورة الإغريقية؛ الواردة في الديوان الشهير (التحولات) للشاعر الإغريقي القديم “أوفيد” (43-17ق.م.)، التي تحكي قصة نحّات قبرصي يسمى بـ”بيجماليون”؛ الذي من شدة هوسه وإعجابه بإتقان أحد منحوتاته تحوّلت إلى إنسانة أسماها “جالاتي”، تظهر هذه القصة أيضًا في العديد من الأعمال الأدبية الغربية كرائعة “برنارد شو” المسرحية التي تحمل ذات الاسم.
في هذه التجربة استعان (روبرت) بـ(ليونور جايكوبسن) مديرة مدرسة في جنوب مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية للنظر في صحة التأثير المذكور على طلاب (ليونور)، وقاموا حينها بنشر نتائجهم في كتاب بعنوان “بيجماليون في الصف” أو (Pygmalion in The Classroom)؛ حيث وجدت الدراسة أن الطلاب الذين تم تصنيفهم على أنهم ذو معدل ذكاء أعلى قاموا بالفعل بتحقيق نتائج دراسية أفضل على عكس الذين تم تصنيفهم على أنهم ذو معدل ذكاء أقل.
ويرى علماء علم النفس أن هذا التأثير لا يتم بالضرورة عن قصد من قبل من أسموهم بالقادة؛ حيث إن الشخص المعني بهذا التأثير؛ الذي قد يكون معلمًا أو مديرًا في العمل وغيرهم من أنواع القادة، غالبًا ما يقومون بهذا التأثير بشكل لا واعي، فانبثق من هذا التأثير ما يعرف بتأثير “جالاتي” أو (Galatea Effect) الذي يشير لأهمية وعي القادة لتأثير “بيجماليون” وتصحيحه، بالإضافة لرفع سقف تطلعات الأفراد تجاه أنفسهم، وكلتا هاتين الخطوتين كفيلة برفع سقف إنجازات الأفراد داخل أي منظومة!
وعلى العكس منه يوجد ما يعرف بتأثير “غولوم” أو (Golem Effect)؛ الذي يؤكد على أن القائد في أي مجال إن وَسَم فردًا تحت رعايته سلبًا جنى منه أداءً سلبيًا.
فبإيجاز؛ أن تؤمن فيمن أنت قائده له من التأثير ما يحيي حتى الصخر! مجازًا طبعًا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى