على الرغم من اندثار (عادات السماوة أو السموة) إلا أن هناك من يحتفظ بتفاصيل تلك العادة، ويتغنّى بتلك الذكريات الجميلة في المجالس؛ خاصة بحضور كبار السن الذين يسردون تفاصيل تلك العادة؛ حيث يتفق الجميع على أنها ظاهرة تحمل إرثًا تاريخيًا وإنسانيًا عريقًا، “السماوة” عادة قديمة تعود إلى عُمق التاريخ الإنساني، عرفتها الشعوب وحافظت عليها وصنعت لها الطقوس، وتفاوت في أساليب الاحتفاء بها بين قبيلة وأخرى، تلك العادة تبدأ من تسمية المولود ذكرًا كان أم أنثى باسم مطابق لشخص آخر، وهي تعبر عن الكثير من قيم ومضامين الفخر والزهو، يهتم بها الأهالي قياسًا بما توارثوه من أسلافهم، ولا زالت متأصلة في قرى منطقة عسير بوجه خاص والجزيرة العربية بوجه عام.
ومع تفاصيل عادة السماوة (السموة) يظهر الترابط المجتمعي، والتلاحم الأسري، والتكاتف بين أسرتي المسمى والمسمى به، وتحمل معها تباشير الخير والفرح، وقد تتطور مستقبلًا للمصاهرة، وتعد رمزًا للقوة، والمشاركة الأسرية في كل الظروف المحتملة، والقيام بالواجبات والحقوق، والسماوة موروث جميل، يعزز الروابط، وعادة تنطوي على تقدير للمسمى به.
يقول الشاعر (مزهر الثرباني) -رحمه الله- عندما سمى رجل عبسي ولده باسم صديق له من بني القاسم:
البدع:
أول القـــــول نطلـــــب ربنا ذا بنا سبع السِمِي
واهبها فـــــوق سبع أرداف يوم آمر الله من سميه
ثم قــــرت على الكرســـي ومن حكمته سما بنا
ثــــم سميت بالرحمان يأكل مؤمن سمْ سمْ
مرحباً هيل يامن قد نوى عبس من صـبيان قاسم
ساقه الشيخ بن شهوان ضـم المعارف وأســمها
ثم لا واحقر اللي ضال في رسم من راي أسمنا
الــــــــــــرد:
طاب لي يا آل قاسم يوم جيتوا بموجوب السّمِى
أنتم أهل الجميل ولا يعــــــذر سمى من سميه
حنا ياداعيـة شهرين ياسعد من سمّى بنا
عندنا مصر وآسطنبول ما هي بلاد سمْ سمْ
وأعلى ذا تولى الأمر يعطي سلوم ولا يقاسم
نطوت السيف الأملح قاعدة فالنصارى وسمها
أستـوى الحج في مكة مع الحمل من رايس منى.
وعودًا على عنوان المقال ففي صيف هذا العام أقبل وفد من قبائل بني شهر وبني عمرو وبللسمر وبللحمر كلهم من نسل حجر بن الهنو بن الأزد في صف منتظم ومؤدين فن العرضة حسب عاداتهم وبصوت واحد يرددون بيت شعر للشاعر بندر بن صالح:
ياحجر دام اسمك مسمى وجدك حجري … ابشر بعزك واحتزم بالحجارية.
ويحملون الهدايا المتنوعة، وفي باحة حصن معشي التراثي في وادي ذبوب عند الأستاذ/ سعيد بن حامد والد حجر الأسمري، ومالك الحصن لإحياء عادة السماوة والاعتزاز بموروثهم وسط حضور قبلي من معظم مناطق المملكة.
*وقفة فخر:
بكل معاني الفخر والاعتزاز سماوة شعب هذه البلاد نسبة إلى آل سعود، العائلة الحاكمة العادلة في المملكة العربية السعودية، وتعود السماوة إلى الإمام محمد بن سعود (مؤسس إمارة الدرعية المعروفة بالدولة السعودية الأولى (1727–1818))، وقامت على العدل وهذه موروث يتوارثونه السعوديون، ويعتزون بسماوتهم بأسرة عريقة، بنى الأجداد والآباء معهم نهضة هذه البلاد يدًا بيد.
نسأل الله ان يحفظ بلادنا وقادتنا، ويُديم علينا اللحمة الوطنية والأمن والأمان.
بيض الله وجهك استاذ خالد آل دغيم دائما تضع قلمك في المكان الصحيح كتب استاذنا خالد ال دغيم عن موضوع هام وهو سماوة ملتقى قبائل رجال الحجر لحجر بن سعيد بن حامد في سابقة كادت ان تندثر فقام رجال الملتقى بحمل شرف هذه السماوه بأنفسهم وأموالهم وقالتهم فلهم الشكر خاصة وفد الملتقى نيابة عن الجميع في احياءً عادة حجرية لها مكانتها في الماضي والحاضر. والشكر موصول للإعلامي المخضرم خالد آل دغيم اللذي له في كل علم غانم سنامه