المقالات

التيوس على أشكالها تقع

أولًا وقبل كل شيء. أطلب من صحيفة “مكة” نشر مقالي هذا. بدون رتوش ولا تحفظات، وأنا أتحمل مسؤوليته لوحدي. فالوطن خط أحمر وللمواطن الحق في الدفاع عن وطنه.
نحن لا نُسيء لأحد، ولكن الصمت والصبر الذي نمارسه هو الهوية التي تعلمناها من قيادتنا الرشيدة الحكيمة، وتلك الحكمة حبالها طويلة حبًا وشفقةً على الصديق وإن جار، ولكن يا ويل للئيم من غضبة الحليم.

صبرنا كشعب ولكن “ما دون الحلق إلا اليدين” و “جنت على حالها براقش” وبراقش قصتها معروفة، وهي كلبة خبيثة دلت القوم بنباحها على ربعها فجنت عليهم.
إن خبثاء الميديا وبعض من يدّعي حبًا في ليلى «السعودية»، ونحن صراحة لا نقر لهم بذلك. لأننا نعرف خباياهم وحقدهم الدفين، والذي لا يتحملون دفنه أحيانًا فيظهرونه كلما اعتقدوا أن الفرصة سنحت، ونحن لا نعترف لهم بحب ولا كلمة شرف ولا عهد. مهما علت مراتبهم أو تساقطت مواقفهم إلى الدرك الأسفل من علوم الرجال.

أنا لست سياسيًا ولا أمثل إلا نفسي، ولكني أنا من تشرّف أن خُلق مسلمًا عربيًا سعوديًا، ومثل أي مواطن سعودي أغار على وطني؛ لأنه شرفي وعيلتي وثقافتي وسجل حياتي. كل حب له أطروحة ومواصفات معينة محددة أما الوطن فكل جزئية منه تستحق ملحمة لتُحاكي بعض المشاعر التي تعبر وإن على خجل ما يستحقه من قصائد هيام ونثر من درر الكلام، وعلى وقع أغنية عبد الوهاب أخي جاوز الظالمون المدى أقول: نعم تجاوزوا وقد جفت بركة مدعين الحب وبانت ضفادعها، وعلى فكرة من أخلاقيات الضفدع أنها لا تبطل “نق” خاصة والناس نيام، وبحكم أن شريحة من بعض الستات والذين معظمهم فاضلات كريمات خُلق لا زود عليهن، ولكن تظل هناك شريحة لا يهنأ لهن عيش إلا بالنق فهؤلاء الأخوة الأعداء مثلهم لا يشبعون نقًا وبعدين نق من الفاخر، والذي لو أزلنا نقطة بدل حبة فوق نخليها حبة تحت لـ «وافق شن طبقة»، وكل لبيب بالإشارة يفهم.
لقد آن لكل فارس سعودي أن تكون له كلمة فيمتطي جواد الدفاع عن وطنه.
قد قلت أيام المرحوم بالنسبة لي الشيخ تويتر الذي تركته من غير حسرة ولا رثاء. قلت يومًا «اتقِ شر من أحسنت إليه». ونعم أبلغ الإيذاء يأتيك من أكثر ممن أحسنت إليهم. يعني بالمفتشري تبي واحد أو جماعة أو بلد يؤذيك أحسن إليه. وإذا أردت أن تعذب نفسك أكثر أحسن إليها أكثر.
مع الأسف هذا المشهد من نكران المعروف ليس جديدًا ولكن الجديد أنه سيناريو يتكرر مع بعض التحديث سواء مباشر أو استخدام الميديا أو جعل بعض الأذناب رأس حربة، والأدهى والأشد إيلامًا هو كما قال طرفة بن العبد:
“وظلم ذوي القربي أشد مضاضةً
على المرء من وقع الحسام المهند”.

ولكن هؤلاء قربي لا يثمر معهم العيش والملح بل حتى السندويتش الكبير المحشو بكم مليار ما يملأ عينهم الفارغة الحاقدة ولا يكتفون بل شين وقوي عين؛ فيقولون طيب فين الكولا نبغي نهضم المليارات؛ فنرسل لهم كم كرتون كولا كوديعة عند عسر الهضم، يقومون بتثليجها ويشفطون كل شوية حبتين حتى يقضوا عليها عن بكرة أمها وأبيها، وكمان ياجماعة يا دافع البلا تكفون شوية حلا ولو حتى. شوية أم علي أو بس بوسة.
ترسل لهم أبو علي بحكم أم علي ما تكشف على أجانب عينهم طويلة. وهو «أبو علي» يتولي تقديم البس بوسة لهم كمقبلات الوجبة القادمة، وبرضوا ما يقنعوا.
السعودية لها فضل عظيم على كل البلدان العربية ومعظم الدول الإسلامية، وخاصة من أول جار لسادس جار والقائمة تطول.. وأفضل الجيران من قفل فهمه ومسك يده. مع بعض فزعات التصريحات الطيبة التي لا تأكل عيش ولو ناشف ولكنهم على الأقل عداهم العيب.
أما الأقارب العقارب والذين انسلوا من كثير من المواقف التي تعهدوا بها للوقوف في ظروف مؤثرة بدون إحم ولا دستور. مطبقين بيت الشعر.
وفي الهيجاء ما جربت نفسي
ولكن في الهزيمة كالغزال”.

هكذا هم الأخوة الأعداء كلمتهم كالسيف المثلوم وعهودهم كالغربال. ما قلته وما سأكمل عليه هنا محركه هو فيلم ماء ماء. يعني الماعز والظاهر أن المعيز التي بلا راعي تمعمع خارج السرب؛ وخاصة التي لم ترَ راعيًا يقودها ولا تيس يشكمها. ومن أين للتيس وهو تيس أن يعرف كيف يشكم الماعز، والحمدلله حتى المعجم يقول: فلانٌ صار كالتّيْس لا يُحسن التصرف في الأمور، ونحن في ثقافتنا الشعبية ليس كما قال الشاعر: كالتيس في قرع الخطوب؛ لأن التيوس التي نعنيها لا تنطح ولا تقول إمباع فتيوس هذا الزمان مجرد إمعه متيسة.
فيلم البهيمة أقصد الماعز. الحقيقة كل ما فيه خبيث سواء. من أنتجه ومن كتبه ومن سمح أن تكون أراضيه مسرحًا له بسوء نية أو ببلاهة إذا أحسنا “الزن”. هؤلاء ينضحن بكل هذه الأوصاف وإن استخبوا تحت ستار عمل فني. بل بكل بجاحة يفتخر «البلوشي» بأنه أدى هذا العمل، ولكن ما لنا قبيل نعتب عليه يا بَلّْوُشِي.. طيب.

أخيرًا خلينا نفترض صحة هذه الواقعة أو بعضًا منها.. هل يعلم الكاتب ولا شك أنه يعلم بأن في المملكة 13 مليون عامل. يعني مثل أربعة أضعاف سكان بلد ما ويسقط علينا ما هو ممكن يحدث في كل وطن. للعلم هناك حادثة حصلت قريب لمجموعة من إخواننا اليمنيين نالوا ما نالوا في دولة “ما” من الضرب والإهانة والطرد، وهم مجرد عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. حادثة لم يتناولها إعلامنا؛ وذلك لأن الأخطاء تقع. وزد على ذلك، فالإخوة الأعداء لهم حق ولو بغض النظر. زادها مجموعة عمل فلما الغنم عندما ختموها، وقالوا إن هناك آلاف القصص التي تقع من هذا النوع. لو خلوها حالة فردية نقول عداهم نصف العيب نتيجة قصر بصيرتهم، ولكن زادوها خبصًا أو خبثًا فشخصيتهم سنافي حقد لا يرضى إلا بالعيب كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى