المقالات

فيلم هندي

فيلم هندي.. عندما تمر على مسامعك هذه المقولة من أحدهم، بعد قصة سردها أحد الحاضرين، سرعان ما تبدأ في مراجعة ما سمعت، وفلترة الحديث، وتنصيفه ضمن قصص الخيال الهندية، المبالغ في كذبها وحبكتها، من سيناريوهات ومشاهد خادعة، تعج بها تلك الأفلام الهندية، في دور العرض.. لذلك ستمرر الموضوع وأنت تقهقه، حتى تدمع عيناك، ليس من براعة المخرج، ولا من جودة النص، وحرفنة الممثلين، بل من تعدد المشاهد المؤدلجة، والأداء الركيك في الأدوار والممثلين، والتحريف الذي عرته العقول السوية، وكشفت عن مقاصد المنتجين، لتعميم حالة منفردة، تفوح منها رائحة التحريف المتعمّد، والتدليس الموجه..
ولكم أن تتخيلوا أن ‏بطل فيلم ‎”حياة الماعز”، هو من يستعرض من الرياض عبر حساباته رفاهية المقيم والزائر للسعودية، وكيف عرض نفسه، ليقوم بدور العامل الذليل..
هل تصدقوني إذا قلت لكم ب‏أن منتج الفيلم هو المليونير الهندي كي جي أبراهام، أحد مُلّاك شركة NBTC النفطية في الخليج..؟ وكيف توفي ٤٩ من عماله حرقًا في المبنى المملوك لشركته ؟
وقبل أن أسترسل في أهداف الفيلم الهندي الموجه، أود أن أوضح لمن يجهل.
نظام الكفالة في المملكة نظام قانوني، ومتبع في غالبية الدول الخليجية، ومعظم دول الشرق الأوسط، ويستهدف تنظيم العلاقة بين صاحب العمل والوافد.
وفي نوفمبر 2020 تم في المملكة إقرار مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية بين الطرفين، تندرج ضمن مبادرات رؤية 2030..
منحت هذه المبادرة للعامل الحرية الكاملة، في التنقل الوظيفي والسفر، أو إنهاء العلاقة، غير أن الأهداف الخبيثة وغير المُعلنة..التي دفعت إلى نبش وتصوير هذا الحدث المحرف، الذي يقال بحسب الراوي كان في التسعينيات، في عمل سينمائي، لم تكن مجرد صدفة، وعمل فني إنساني كما يدعون، وإلا كيف تركوا الآلاف من المسلمين، يبادون في الهند، وما يعانيه “البلوش” في الطرف الآخر من القارة الهندية، ولكن كانت ضمن الحملات الممنهجة التي تتعرض لها المملكة، بعد النجاحات المتسارعة، التي تحققت لبرامج رؤية 2030، وكانت بمثابة صدمة لقوى الشر من الحاقدين والحاسدين، الذين يستميتون لتشويه الصورة، وعرقلة عجلة الإنجازات، التي تجاوزت عقولهم، وزادت لديهم الرغبة، في تنويع مخططاتهم وأجنداتهم، واستخدام جميع الوسائل غير المشروعة، تحت أي غطاء مستهدفين المملكة وقيادتها وشعبها بهمجية..ومتطاولين على ثوابتها ورسالتها السامية.
تنوعت حروبهم، حتى وصلت إلى الانتقاءة، وإبراز بعض الصور والتجارب الفردية وتعميمها، وتزييف الحقائق، وفبركتها وتحريفها، بطريقة الخدع السينمائية، وتجاهل ملايين التجارب الناجحة، لملايين البشر من المقيمين، الذين عاشوا وترعرعوا، جل أعمارهم على هذه الأرض، التي حباها الله بالنعم، واختارها لتكون أطهر بقاع الأرض، وخرجوا منها بأجمل الذكريات، إلا من قلة تُميزهم من سيماهم، وقلوبهم التي تحمل الضغينة، لبلد احتضنهم على مدار عقود، ولايزال وجهة للملايين سنويًا..
لذلك تجد تلك الحفنة، لاتزال تقف في طابور النكران والجحود، ولا بد من الضرب بيدٍ من حديد، وقطع دابر كل منافق مسيء، وشطب كل الجهات المتعاونة، وعدم التعامل بحسن النية مع المخادعين، من المرتزقة والمتربصين، ورفع درجة الوعي لدى بعض فئات المجتمع، للحذر من التعامل مع بعض الرسائل المبطنة، التي يبث من خلالها الكارهون سمومهم، للإساءة لقيادتنا الحكيمة ومملكتنا الشامخة.. وشعبها النبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى