المقالات

إسرائيل لا تريد السلام

إسرائيل لا تريد السلام ، ولا غرابة في ذلك فالعدو الغاشم الذي يحتل الأرض العربية منذ أكثر من ٧٥ عام ، ليس من ضمن خياراته أي خيار سلمي ، بل جميع خياراته هي الحرب والقتل والدمار ، ولكن الغرابة في الموقف الأمريكي أمام هذا الوضع المأسوي في فلسطين ، فأمريكا (( تدعي )) أنها تريد خفض التصعيد وإنهاء الحرب ، ولهذا فوزير خارجيتها مستمر بعمل رحلات مكوكية بين أمريكا والشرق الأوسط ، بزعم تحقيق ذلك الهدف الذي تدعيه أمريكا وهو غير صحيح ، فما أن تطأ قدم بلينكن تل أبيب حتى يبدأ تصريحه بالقول (( واشنطن تؤكد التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل ، ولديها تصميم وقناعة ثابتة على مواصلة دعم ومساندة إسرائيل ، لتحقيق أمنها وحقها في الدفاع عن نفسها )) ويضيف بلينكن قائلاً (( كلما طال أمد الصراع سيعاني الرهائن أكثر وسيلقون حتفهم )) متجاهلاً حياة الفلسطينيين العزّل من كبار السن والأطفال والنساء الذين يتعرضون للموت على مدار الساعة ، ولم يقلقه هو ورئيسه بايدن إلا حياة الرهائن ، ناسياً وزير خارجية أمريكا مهمته المعلنة التي جاء من أجلها ، ثم لا يلبت أن يستدرك في نهاية التصريح فيقول (( أن بلاده تعمل على تهدئة التوترات وعلى تسهيل وصول المساعدات لغزة ، وعلى إتمام صفقة إطلاق الأسرى ، وصولاً إلى هدنة مؤقتة لحالة إطلاق النار )) وبهذا ينسف بلينكن (( بأمر )) من نتياهو جميع مجهودات الوسطاء التي تنادي بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ..
أمريكا يا سادتي هي التي تقود الحرب في غزة من خلف الستار ، بينما إسرائيل تقوم بتنفيذ المهمة حسب الخطة الأمريكية ، فمن يقوم بتزويد إسرائيل بجميع أنواع الأسلحة والذخائر ، ومن يتعهد على نفسه بالالتزام المطلق لدعم إسرائيل ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعول عليه المجتمع الدولي في وقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ..
ولهذا فإنني أرى أن الضغط على أمريكا لإحلال السلام هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن تتعامل به فلسطين تجاه عدوها الصهيوني، وماعدا ذلك فهو خيالات وأحلام ..
نعم فلسطين دفعت كثيراً من دماء الشهداء تجاوز الأربعين ألف شهيد ، مع ما خسرته من الممتلكات السكنية والخدمية ، ولكن ذاك هو قدرها ولا مفر من القدر، ثم إن حركات المقاومة ضد الاحتلال في أي بلد ، هذا ديدنها ولابد أن تدفع الثمن حتى تتمسك بحقها الشرعي في تحرير أرضها من المحتلين آجلاً أم عاجلاً ، وعد الله نافذ ولا مناص من الإيمان به والرضا بما كتبه ، وفي نهاية المطاف سيتحقق أمر الله بزوال هذا الكيان الغاصب مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات ، دعواتنا لإخواننا الفلسطينيين بالنصر المؤزر ، ولأعدائهم الصهاينة بالهزيمة والخسران .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى