المقالات

الجيش الإلكتروني وليس الذباب

تستخدم المصطلحات الإلكترونية للدلالة على سلوك المستخدم والبرمجيات التشغيلية، ومن تلك المصطلحات مصطلح “الذباب الإلكتروني” الذي يعبر عن مجموعة من الحسابات الآلية المبرمجة المتفقة على نشر منشور ما أو تغريدة مُعيّنة؛ وذلك بهدف التأثير على المرتادين أو جلب الانتباه والنظر إلى فكرة ما مُقابل تهميش أخرى، والحد من انتشارها. وقد ارتبط هذا المصطلح مؤخرًا بمستخدمي الإنترنت في المملكة العربية السعودية؛ حيث يظهر على سبيل التقليل من شأنهم والسخرية بهم وتحجيم جهودهم في الذب عنها، والدفاع عن سمعتها ودحض الأكاذيب والافتراءات التي تنشأ بين الفينة والأخرى حسدًا وحقدًا.
ففي كل مرة يتم فيها التعريض بالمملكة العربية السعودية وطنًا وقيادة وشعبًا يحاول المغرضون والمتربصون النيل من سمعتها ومكانتها، والانتقاص من رموزها وقادتها وشعبها؛ فيظهر مصطلح الذباب للنيل من الرد القاسي المُتمثل في الغضبة الإلكترونية للمواطنين العاشقين لهذا البلد، والذي حطّم ويحطم كل من تسوّل له نفسه التعريض بالمملكة والمساس بسيادتها وأمنها. ومنطقيًّا ينبغي التوقف عند هذا المصطلح فإن كان مشتقًا من “الذب”؛ فهو شعور كل وطني يستخدم الإنترنت بالدفاع عن وطنه المملكة العربية السعودية، والذب عن سمعتها ومكانتها العالمية، وإن كان المقصد بالمصطلح الحسابات الوهمية؛ فمن المؤكد أن وراءها جيشًا إلكترونيًا هو نفسه الجيش السعودي الواقعي الذي يُمثل كافة أطياف الشعب السعودي الكريم؛ فكم يشعر المرء بالاعتزاز والفخر لغيرة هذا الجيش الإلكتروني وحبه العميق لوطنه وتلاحمه مع قيادته الأمر الذي أطاح بمؤامرات الظلام واختلاقات الوهم والمرتزقة الحاقدين؛ فلطالما أخمد هذا الجيش الهمام الأراجيف والأكاذيب وألبسوا من سعى لها لباس الذلة والعار والتجربة خير برهان، وكلما زاد المرجفون والمتربصون من أكاذيبهم وحقدهم الدفين على المملكة حسدًا وغيرة كلما اشتدت صلابة الموقف الشعبي المتمثل في الجيش الإلكتروني؛ فيالغباء من يكرر الإساءة، ولم يعتبر بمصير من أساء لبلادنا من قبله يقول الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-:
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا

وبالفعل فكلما زاد الهجوم زادت الصلابة والتلاحم، وارتفع اسم المملكة شامخًا كما هو وخابت نوايا المتربصين بها؛ فأخزاهم الله ورد كيدهم إلى نحورهم وزادها من فضله وتأييده، وفي الحقيقة يمكننا القول: إن ما صنعوا ذهب هباءً منثورًا؛ فليس لما يتناوله كل منهم بحسب مجاله من مواضيع وتفاهات أي قيمة ولا معنى؛ فلا حياة الماعز ولا موتها تقدم أو تؤخر في النيل من الشأن السعودي العظيم، ويا لها من أفكار مضحكة وداعية للسخرية ممن كتبها أو شارك فيها أو روّج لها وقد نسي أو تناسى أن المملكة هي البلد الوحيد الذي إن أدرت له ظهرك لم تقبل لك صلاة ولا عبادة، ولم تعد من المسلمين أساسًا؛ فكيف يتم النيل من محور الإسلام وعاصمته وقيادة المسلمين ولوائه.. لقد رفع الله قدر هذه البلاد بالتوحيد والمقدسات والقيادة الحكيمة الفذة، والشعب النبيل الأمر الذي لا يدع مجالًا لأي حاقد وحاسد أن يصب منها شيئًا فتحية صادقة للذباب الإلكتروني البطل الذي يجتاح أهل التربص والفتن، ويهزم الكاذبين والمزيفين للحقائق تمامًا كما يهزمهم الجيش السعودي بالواقع حين يذود عن حما الوطن الغالي ومعه كل السعوديين؛ وليخسأ الكاذبون وموتوا بغيظكم أيها الأوغاد المتربصون، ولا عزاء للحاقدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى