المقالات

العيش على الحافَّة

العنوان أعلاه هو عنوان السيرة الذاتية للناقد الشهير “شكري محمد عياد”…
لم يعش “شكري عياد” خلال عمره على الحافة، وإنما عاش بمنتهى النشاط والتأثير والفاعلية والحضور والإنتاج؛ فله عدد من المؤلفات التنظيرية المهمة مثل كتاب: (الإبداع والحضارة: آفاق جديدة) وكتاب: (اللغة والإبداع: مبادئ علم الأسلوب)، وكتاب: (دائرة الإبداع: في أصول النقد) وكتاب: (المذاهب الأدبية والنقدية) كما أن له إسهامًا في الترجمة الحصيفة من اللغات الأخرى كترجمته لكتاب: (الأدب والإنسان الغربي) لبريستلي فله من الإنتاج في مجال الفكر والنقد والتأصيل ما جعله في الطليعة، وهكذا لم يعش “شكري عياد” على الحافة كما يوحي بذلك عنوان سيرته الذاتية، وإنما كان في العُمق من النشاط والإنتاج لكنه لم يكتب سيرته إلا بعد أن اقترب عمره من التسعين؛ حيث شارفت حياته على النهاية أي على حافة الوجود.
لم يسجل من حياته سوى لقطات ذات دلالة عميقة تتعلق بنماذج أساتذة الجامعة والفروق النوعية في أساليبهم وقدراتهم؛ فأحدهم كان يلقي دروسه من أوراق مكتوبة إلى درجة أنه حين يستأنف يبدأ من كلمةٍ غيرِ ذات دلالة حتى أطلق عليه الطلاب لقب (أستاذ قد) بينما بعضهم مثل أمين الخولي يدخل معه الدارسون في أعماق المعنى، ويثير فيهم شغف المعرفة؛ فقد كان متمكِّنًا في مادته وقديرًا في أدائه، وكان يهتم ببناء القدرات وليس تلقين المعلومات. كما يقف شكري في سيرته عند مفارقات تتعلق ببعض الطلاب فهو يقول عن زميله في المرحلة الثانوية “فتحي” بأنه قد تعلّم منه فن الأدب والكلام مع أنه لم يكن مهتمًا بالأدب ولا بفن الكلام بل حين أنهى المرحلة الثانوية التحق بمعهد التربية البدنية.
في هذه السيرة الكثيفة لمحات عن حياة الريف المصري في النصف الأول من القرن العشرين، وحياة المدينة ونمط العلاقات بين الناس لكنه يرسلها كومضات تكشف كيف كانت الحياة؟ وكيف كانت الإمكانات؟ وكيف عاش الناس في ظروف صعبة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى