“31 أغسطس” يوم لا يُنسى في الذاكرة السعودية، فهو ذكرى مولد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي تتعلّق به الأبصار وتنعقد عليه الآمال في الأخذ بيد الوطن نحو أعلى درجات العلو والتقدم والمجد، ليكون بحق وطنًا يليق بأرض الحرمين الشريفين التي تضم أقدس بقاع الأرض.
اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى العزيزة على كل مُواطن سعودي يحق لنا أن نفخر بأن مملكتنا الحبيبة استطاعت في هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده المحبوب سمو الأمير محمد بن سلمان أن تضع اسمها في صدارة صُنّاع القرار العالمي والإقليمي، بعد العديد من النجاحات والاختراقات التي حققتها، والتي لفتت نظر قادة العالم؛ حيث نجح سموه من خلال خطواته الموثوقة، وشخصيته القيادية الجذابة، ومساعيه المؤثرة، وقراراته الشجاعة في العمل على تخفيف حدة الصراعات في عالمنا المضطرب، والمضي قدمًا ببلاده نحو تحقيق النمو المتصاعد والتقدم الملحوظ في كافة المجالات.
ويمكننا القول دون أدنى مواربة بأن سموه نجح في إعادة ترتيب البيت السعودي من الداخل، في نفس الوقت الذي كان يعمل على بلورة السياسة الخارجية السعودية في شكلها الجديد- لتكون أكثر برجماتية وأكثر تفاعلًا مع القضايا الدولية من خلال سياسة متوازنة ومؤثرة، ومن خلال السياسة الناعمة لكن دون التخلي عن الثوابت- فأعاد هيكلة مؤسسات الدولة لمواكبة المرحلة الجديدة وفق رؤية 2030، وتعزيز دور المرأة، وتحسين الخدمات الاجتماعية والتعليم والنقل والمواصلات والإسكان، وفتح نوافذ المملكة أمام السياحة والعمرة، والرياضة، والثقافة بأفرعها المتعددة، وتدشين نظرة جديدة لمستقبل الاستثمار والاقتصاد والإصلاح والتطوير. واستحق سموه بهذه الإنجازات الكُبرى أن يكون الشخصية الأكثر تأثيرًا حول العالم في عام 2022، بامتياز، إلى جانب اختياره خلال السنوات الماضية من جهات عالمية مرموقة كأبرز شخصية تأثيرًا على مستوى العالم، والأول عربيًا، بسبب عطاءاته وتأثيره الكبير على الشباب العربي والحراك الذي أحدثه عالميًا كونه تبنّى خطة طموحة لتحويل المملكة من الاعتماد على النفط إلى الاقتصاد المتنوع، عبر رؤية 2030، التي أطلقها وصاغها لوضع المملكة في مقدمة دول العالم في جميع المجالات، وهو ما أثار اهتمامًا عالميًا، ووصفت خطواته بـ”الجبارة” من خلال إعصار من التغييرات الاقتصادية الإيجابية، وهو ما جعل صحيفة “التلغراف” البريطانية، أن تصف سموه بأنه يملك قوةً هائلةً في الاقتصاد والدفاع، والنفط بما يجعله مؤهلًا لنيل منصب رئيس الوزراء وضخ فكر جديد في مجلس الوزراء من خلال صياغة “برنامج محوكم” وفق رؤية 2030.
ولعل ما يميز سياسة سمو ولي العهد أنها تبتعد في صياغتها وأسلوبها عن التقليد والمحاكاة للسياسات العالمية الأخرى، وإنما تنبع من خصوصية سعودية خالصة، وهو ما أوضحه سموه بقوله: “إننا لا نحاول أن نكون مثل: دبي أو أمريكا، بل نسعى إلى أن نتطور بناءً على ما لدينا من مقومات اقتصادية وثقافية وقبل ذلك الشعب السعودي وتاريخنا، نحن نحاول أن نتطور بهذه الطريقة”. هذه الخصوصية تستمد مقوماتها من خصائص التجربة السعودية نفسها، كون السعودية دولةً حرةً مستقلة، لم تشهد في تاريخها المعاصر حروبًا أهلية، أو ثورات، أو تغيرات أيديولوجية، وإنما ظلت تحافظ على نسق سياسي ونظام أساسه البيعة ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وهو نظام ظلت تتبعه ولم تحد عنه قيد أنملة منذ أكثر من تسعين عامًا، كما أن السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي لم تشهد أي شكل من أشكال الاحتلال، وظلت تتمتع بالأمن والاستقرار بشكل مستدام منذ الإعلان عن قيامها عام 1932م /1351هـ.
نستطيع القول بأن سمو ولي العهد- استنادًا إلى كل ما سبق – جاء لينقل المملكة إلى مستوى حضاري جديد ويضعها أمام تحديات يعي جيدًا أنها قادرة على مواجهتها، والتغلب على ما تحمله من صعاب من واقع إيمانه بقدرات الشعب السعودي الطموح المتعطش لمستقبل واعد، مستقبل يحقق تطلعات الأجيال الصاعدة وآمال قيادتنا المظفرة التي تقف جنبًا إلى جنب مع شعبها في العمل معًا لتعزيز موقع السعودية كدولة متقدمة ورائدة في كافة المجالات.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده المحبوب، وكل عام ومحمد بن سلمان أمينًا على الحلم السعودي وحارسًا على آمال الوطن.
0