لا شك أن منظر تلك الدراجات النارية أو ما يُطلق عليها في لهجاتنا المحلية (بالدبابات)، وتحديدًا تلك التي تقوم بتوصيل الطلبات إلى المنازل قد أصبح يشكّل خطرًا حقيقيًّا على مستخدمي الطرق في كافة المدن والمحافظات، ويعد مشهدًا غير حضاري يتكرر ليل نهار في معظم شوارعنا، وتجتمع فيه عدة مخالفات باتت تشكل ظاهرة غير صحية منها: عدم التزامهم بالأنظمة المرورية، وقيادة دراجاتهم بسرعات عالية؛ بالإضافة إلى التنقل بعشوائية بين المسارات، واستخدام هواتفهم النقالة خلال قيادتهم.
وإلى جانب كل تلك المخالفات الجوهرية، سنجد أن هناك مخالفات أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها تتمثّل في عمل قائدي تلك الدبابات لساعات طويلة؛ بغية الحصول على إيرادات أعلى مما يؤثر على قدرتهم في التركيز أثناء القيادة لا سيما في فصل الصيف، وكذلك ما نلاحظه على الطرق من منافسات بين مندوبي طلبات التوصيل ودخولهم في سباقات ماراثونية بدراجاتهم النارية بين المركبات، والتي لا يفصلهم عنها سوى سنتيمترات قليلة.. ناهيك عن أن بعض المطاعم ومنافذ البيع باتت تسعى للتوسع وزيادة أسطول دراجاتها النارية، لتغطية الطلبات الخارجية وطلبات التوصيل للعملاء، وهو ما يثبت التزايد المستمر في هذا النشاط، مما يستوجب على كافة الجهات المختصة تنظيم وسن قوانين هذا النشاط، والسعي إلى استبدال تلك الدبابات بسيارات ذات مواصفات معينة؛ حفاظًا على أرواح وممتلكات الآخرين وكذلك حفاظًا على الأطعمة التي يتجولون بها من التلوث والتسمم التي قد تلحق بما يضعونه من أطعمة في تلك الحقائب الملحقة بمؤخرة تلك الدراجات النارية .
وعلى الرغم من أن مجلس الشورى قد أصدر قبل عدة أشهر توصية لتوطين هذه المهنة وقصرها على المواطنين فقط إلا أن سيطرة غير السعوديين ما زالت واضحة على هذا المجال كوضوح الشمس رغم عدم حصول البعض منهم على تراخيص لمزاولة هذه المهنة؛ فصاحب ذلك مخالفات أمنية وقانونية على مُمَكّني هذه العمالة من مزاولة تطبيقات التوصيل تحت سقف ومُعرِّف مواطن متستر وغير مُدرك خطورة ذلك الوضع؛ خاصة وأن نظام مكافحة التستر قد نص على تطبيق عقوبات مشددة ضد المخالفين تصل إلى السجن خمس سنوات أو غرامة مالية تصل إلى خمسة ملايين ريال أو بهما معًا، ومصادرة الأصول والأموال غير المشروعة لمرتكبي جريمة التستر.
وأخيرًا.. فقد بتنا نحن قائدو السيارت نخاف من هذه الدبابات، ومصدر خوفنا هو أن ترتطم دراجاتهم النارية بسياراتنا نتيجة لسرعتها العالية وتجولها بين السيارات بحركات بهلوانية مما قد يدخلنا في قضايا لم نتسبّب فيها. خاصة وأن كل من يستعمل هذه الدراجات من الوافدين، وتحمل دراجاتهم شعارات شركات توصيل شهيرة. مما يجعلنا نتساءل: لماذا لم تمنع تلك الدبابات ويتم استبدالها بالسيارات؟! ولماذا لم يتم حتى الآن توطين مهنة التوصيل؟ وإلى أن نجد إجابات مُقنعة من الجهات ذات الاختصاص على تلك التساؤلات، ستبقى أيادينا على قلوبنا عند مرور تلك التوابيت المتنقلة بجوار سياراتنا .
وخزة قلم :
من مقولات جحا المأثورة :جحا أولى بلحم ثوره !