المقالات

المنتخب واجهة المشروع

إن دراسة وتحليل المؤشرات الخاصة بكل مشروع هي عين المشروع التي تبرز نجاحه، وتبين ثمرته وحصاد برامجه وخططه، وهذا ما توقعناه سلفًا من مشروع تطوير الدوري السعودي، ورغم النقلة الكبيرة التي حققها المشروع حيث تم وضعه في قائمة الدوريات الكبرى عالميًّا إلا أن هذا النجاح الظاهري لم ينعكس حتى الآن على نتائج المنتخب السعودي، وكان آخرها التعادل على أرضه وبين جماهيره مع منتخب أندونيسيا ومع مثل هذه النتيجة تتجدد التساؤلات عن جدوى المشروع، وعن تدني حصاده وعجزه عن الإسهام في تطور المنتخب وتحقيقه لقفزات تُوازي ما حققه الدوري. بل إن المُلاحظ أن الفجوة تتسع بين مستوى الدوري ومستوى المنتخب. ففي فترة الإنجازات الكبيرة للمنتخب السعودي كان الدوري قويًّا والمنتخب أقوى وكانت الرؤى المستقبلية تسير بخطا واثقة وثبات نحو العالمية بعكس ما نلاحظه الآن ولعل المهتمين والكتّاب الرياضيين قد أشبعوا هذه الظاهرة دراسة وتحليلًا، واتفق معظمهم على أن الخلل يبدو واضحًا في عدم مشاركة اللاعب السعودي كأساسي في مباريات الدوري واعتماد الأندية على المحترفين الأجانب مما يعطي تطورًا وهميًّا للدوري، انعكس بدوره على المنتخب وإذا كان الهدف احتكاك اللاعب المحلي بالمحترفين الأجانب؛ مما ينعكس على تطور مستواه فأين ثمرة هذا الاحتكاك؟ وأين المستوى العالمي الذي نأمله؟! ونحن نُلاحظ في كل مشاركة للمنتخب تدني المستوى اللياقي والفني للاعبين، وعجز الأجهزة الفنية للمنتخب على تعاقبها عن سد هذه الفجوة الرهيبة.

إن انعكاس مشروع تطور الدوري السعودي على المنتخب يجب أن يظهر على الأداء والنتائج؛ فما نشاهده لهو أمر يدعو للقلق والحيرة، ويوجب التوقف لإعادة التخطيط في شأن هذا المشروع لكي لا يصبح هدرًا ماليًّا -لا مردود له-؛ فلقد أصبحت المنتخبات الوطنية واجهة للتقدم الرياضي للبلدان ووسيلة لنقل ثقافتها والترويج لمقدراتها السياحية وأنماطها الاجتماعية؛ ولذلك كله مردوداته الاقتصادية التي يتعدى حجمها وأثرها عوائد المشروع بمراحل كبيرة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button