من يُصدق أن في واقعة النزال الآسيوي لكرة القدم وعلى أرضية ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة) كان المنتخب السعودي ذو التصنيف 56 عالميًا وبطل آسيا ثلاث مرات (قبل ثلاثين عامًا) هو الباحث عن التعادل أمام منتخب مصنف في المركز 131 عالميًا!!!! والكثير كتب خلال الأيام الماضية في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي عن نزال تلك الليلة، ولكنني سأتطرق هنا للموضوع من زاوية أخرى، وستكون محدودة بين هذين المنتخبين فقط مع الاستدلال ببعض الدلائل الأخرى .
1- في عالم كرة القدم وخلال 8 سنوات قفز المنتخب المبادر بالاستحواذ والتسجيل (الإندونيسي) 60 مركزًا في التصنيف العالمي لكرة القدم بينما المنتخب السعودي خلال 8 سنوات تراجع مركزين (مركز كل أربع سنوات).
2- بالرغم من الدعم الهائل واللا محدود من القيادة الحكيمة (أعزها الله)، ولا يوجد له مثيل على مستوى العالم كان هو الباحث عن التعادل أمام أحد متذيلي القارة الآسيوية في كرة القدم.
3- النجوم من اللاعبين في منتخبنا الذين كانوا يحرثون ملاعب أنديتهم وتلمع نجوميتهم، تحولوا لمستوى لا يليق باسم المملكة نجدهم بذلك المستوى (الذي أراه سيئًا ولكن يراه رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.. إنه معقول وأننا مثل المنتخبات الخاسرة الأولى ولم يقل إن مستوانا يجب أن يكون مثل المنتخبات الفائزة الأخرى ومنها مثلًا اليابان “7- صفر” على الصين)، وهنا يتضح الطموح، وتتضح الخطة التي أراها خطة “سوف” “سوف نعمل وسوف نعمل وسوف نحقق”.
4- إن ما يحدث للمنتخب لهو شيء يدعو للعجب !!! فما هو السبب أو الأسباب ؟ هل هي في خطط الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ أم في المدرب وخطته التدريبية ؟ أم في اللاعبين؟ أم في المنهجية الإدارية للمنتخب ؟ أم في الأندية ؟ أم في الإعلام والإعلاميين ذوي الميول للأندية؟ أم في ماذا؟
الحقيقة.. إن ما حصل في تلك الليلة لأمر عجيب، حتى أفضل لاعب لدينا أضاع تسجيل الهدف من ضربة جزاء وهو من أولئك النجوم المميزين !! بل وعندما عادت الكرة من الحارس لم تجد أي لاعب سعودي يتعامل مع ارتدادها، وهي تسير الهوينى لخارج منطقة الـ 18 حتى إنك تشعر أن حرص البعض من اللاعبين للملعب ليس كما كان بالنسبة لهم في الدوري!!.
والحقيقة الأخرى.. إن هناك في العُرف الإداري خطط عدة للنجاح، ومنها خطتان وهما:
ما يسمى(خطط العروض المرئية) (power points plans) ، وما يسمى (خطط واقعية لتحقق أهداف واقعية) ( Realistic plans to achieve real goals ) .
ولا أعلم أي خطة يتبع الأخوة في الاتحاد السعودي والخبراء في تدريب المنتخب السعودي؟
إضاءة :-
1- شئنا أم أبينا أي إنجازات حقيقية للكرة السعودية لن تأتي فقط من الأندية فحسب (لسبب بسيط جدًا وهي أن الأندية تلعب بـ 8 أجانب و3 سعوديين).
2- شئنا أم أبينا فما حدث من كوارث خروجنا من كأس العالم (الذي تأهلنا له ست مرات) ستستمر طالما العمل الإداري والتخطيط الحالي والإصرار على تلك الفجوات داخل المجتمع الرياضي، سيقودنا لمزيد من الفشل.
3- شئنا أم أبينا فهذا الإعلام الرياضي والخطط الإدارية والتدريبية، ستزيد من تلك الفجوات (الملونة)، وستقودنا لكوارث أخرى.
4- شئنا أم أبينا لا بد أن نستمع للصوت الإعلامي الآخر (فإن كان صادقًا فتُتخذ الإجراءات الصحيحة وإن كان كاذبًا فتتم محاسبته)، وأنا أقصد الصوت الذي يتردد بين الحين والآخر لماذا اللاعب الفلاني احتياطي في نادي (ما) وفي نادي (ما) وفي نادي (ما) لكنه أساسي في المنتخب؟ ولماذا هناك لاعبون لم يلعبوا للمنتخب (كأساسيين) لأنهم ليسوا في محيط النادي الفلاني والنادي الفلاني والنادي الفلاني ثم وجدوا دليلهم وضالتهم فيما حدث مع بعض اللاعبين ومنهم اللاعب العالمي الوحيد المحترف لدينا في الدوري الأول الأوروبي (لاعب روما الإيطالي) سعود عبد الحميد على دكة الاحتياطي، ولم يلعب إلا بسبب إصابة زميله !!!! ذلك الصوت الذي يؤمن بنظرية (كان أساسيًا قبل الانتقال وأصبح احتياطيًا بعد الانتقال)!!!! و(أراه صوتًا مخطئًا).
تلك حقائق على الأرض فمن سيُصححها ؟ ومن الذي أوصل أصحاب هذا الرأي إلى ذلك؟
الخاتمة :
– مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة بُنيت في أقل من سنتين، وبرج خليفة في 8 سنوات ومدينة الترفيه في الرياض في عدة أشهر (وتتطور من موسم لآخر)، والأدلة كثيرة من الإنجازات التي يقودها شباب سعوديون طموحهم عنان السماء؛ لتحقيق رؤية سيدي سمو ولي العهد.
– وفي 8 سنوات أيضًا منتخب مثل إندونيسيا (الذي نجحنا ولله الحمد أن نتعادل معه على أرضنا وبين جمهورنا) قفز 60 مركزًا في التصنيف العالمي للمنتخبات في كرة القدم (كان 191 والآن 131).
-وفي 8 سنوات أيضًا منتخب مثل المغرب قفز 66 مركزًا (كان 80 والآن 14)!!!! (بالرغم من اختلاف الإمكانيات والدعم الحكومي).
-في المقابل منتخبنا وفي 8 سنوات تراجع مركزين (كنا 54 وأصبحنا 56) (تراجعٌ بمعدل مركز كل أربع سنوات).
– أنديتنا بلاعبيها الأجانب العشرة تنافس على كأس العالم للأندية ومنتخبنا يتراجع عن الإنجازات بشكل مخيف! مع حرق متكرر لأعصاب 22 مليون سعودي وسعودية.
فهل هناك أملٌ وحلول يا اتحادنا السعودي لكرة القدم؟
والسلام ختام
محمد بن عبدالله العمري – جدة