المقالات

تُرَّهات «فرويد» هبطت بالأخلاق

السلبيات تنتشر ذاتيًّا وبشكل تلقائي؛ فالمرض يعدي فينتقل من شخص لآخر وقد ينتشر في كل العالم، وبسبب قابلية السلبيات للانتشار التلقائي؛ فإن «فرويد» استطاع أن يغير ليس فقط معايير الحياة في مجتمع معين، وإنما تمكن باسم العلم أن يزرع مفاهيم أصابت الأخلاق الإنسانية بالكثير من التلوث والتشويه والعطب، وأثارت الكثير من الإشكالات في المجتمعات الإنسانية.
وأسوأ ما بثه فرويد هو تعظيم شأن الجنس وتحويله إلى محور أساسي للسلوك البشري؛ فكل طاقة إبداعية هي عنده تصعيدٌ للطاقة الجنسية المكبوتة، وكل اضطراب نفسي في الكِبر هو عنده نتاج تحرش جنسي في الصِّغر. وغالبًا يُنسَب هذا التحرش للأب المكلوم بمرض بنته أو ابنه؛ وبذلك تلوثت في الغرب وخصوصًا في أمريكا سمعة الآباء وامتلأت الحياة بالتنافر والقطيعة والمآسي.
الاتجاه السلوكي في علم النفس واجه تُرَّهات فرويد، وأعلن أنها ليست علمية وإنما هي تخرصات وتفسيرات متعسفة؛ فأصدر عالم النفس الأمريكي هانز أيزينك كتابًا بعنوان: (تدهور إمبراطورية فرويد وسقوطها)، ولكن الطوفان كان جارفًا.
ورغم أن الفلاسفة والعلماء انبروا لمواجهة التيار الفرويدي الجارف مثل: فيلسوف العلم كارل بوبر فإن الفرويدية قد انتشرت في كل العالم ودخلت مفرداتها ومفاهيمها ومصطلحاتها ليس فقط في لغة علم النفس، وإنما شاعت في الأدب وفي الفنون وفي اللغة العامة فصارت من العبارات المتداولة بين العموم.
من آخر ما صدر ضد تُرَّهات التحليل النفسي كتاب ضخم بعنوان: (أفول صنم: الكذبة الفرويدية) تأليف: ميشيل أونفري، وقد ترجَمَه الدكتور: غسان بديع السيد ونشرته دار الفرقد.
أما كارول تافريس وإليوت أرونسون فإنهما في كتابهما (أخطاء ارتُكِبت) قد أوضحا المشكلات الاجتماعية والأُسرية التي نتجت عن تمحُّل المحللين النفسيين في تفسير الاضطرابات النفسية التي تصاب بها البنات والأبناء واعتبارها نتاج تعرضهم للانتهاك الجنسي في الطفولة من الآباء، وإذا نفى المريض أن يكون قد تعرض للانتهاك أكدوا له أن الإنسان يمتلك آلية نفسية تحجب عنه واقعة الانتهاك، ويطلبون من المريض أن يبذل جهدًا للتذكر ثم في النهاية يتوهم أنه تذكَّر فتنشأ مشكلات أُسرية واجتماعية فظيعة.
من مساوئ الحياة أن السلبيات تنتشر بسهولة ففيروس كورونا ظهر في الصين، وبسرعة انتشر في كل العالم فالمرض يُعدي وينتشر بسرعة وسهولة أما الإيجابيات فمن الصعب نشرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى