عام

إعلامنا السعودي ما له وما عليه

لا أحد يستطع تجاهل وسائل الإعلام في رسم صور ذهنية إيجابية كانت أو سلبية؛ فالإعلام منذ القدم وبوسائله البدائية يعمل على نقل الأخبار، وتمرير رسائل مضادة، وتنقل عن مجتمعها المنتمية إليه صورًا إيجابية، وتضخيم للمجتمع والتهوين والتقليل من المجتمعات الأخرى من خلال خطاب له أهدافه ودوافعه، واستمر ذلك مع تطور وسائل الإعلام والاتصال الحديث .
وأصبحت وسائل الإعلام الحديث (إذاعة، تلفزيون، وقبلهما الصحافة) وسائل إعلام حكومية سنت من أجلها قوانين وأنظمة، واتفاقيات ترسم للإعلام قيمًا وأخلاقيات له وللعاملين فيه؛ ولذا نلحظ أن كل دولة وضعت سياسة لإعلامها، وأهدافًا وضوابط معينة لا يمكن الخروج عنها ومنها: خصوصيات المجتمعات، ومعتقداتهم وهويتهم ….إلخ .
لكن حين اتسع الفضاء الإعلامي بحجة الحرية ظهرت وسائل إعلام سحبت البساط من تحت الوسائل الإعلامية الرسمية الحكومية؛ والسبب أن المواد الإعلامية المطروحة تهدف للمشاهدة والربحية من وراء ذلك على حساب القيم والمثل، وكثير منها تعزف على وتر الغرائز لدى المشاهد “غرائز متنوعة” تميل إليها النفس .
في حين كانت وسائل الإعلام الرسمية (إذاعة، تلفزيون، صحافة) رهينة أخلاقيات الإعلام، وأهدافه وسياسته وبكل شفافية أراها ويراها غيري من المتابعين بأنها حجمت دور الإعلام السعودي في عصر وسائل الإعلام المتدفق، والذي لا يعترف بالمثل العُليا وأخلاقيات الإعلام، ولا أحد ينكر بروز قنوات التطرف، والإرهاب، وقنوات ذات قوة إعلامية ترى أن ما تطرحه هو عمل إعلامي حر .
ما بعد الفضائيات أتت شبكات التواصل الاجتماعي، ولا أحد ينكر دورها في تغير الرأي العام، والعبث بالذائقة، وتسطيح ثقافة المتلقي، وتسمية شخصياته بالشخصيات الإعلامية المؤثرة .
مع هذا التحدي الذي يواجه إعلامنا.. هل إعلامنا سيأخذ نقلة نوعية وتغييرًا جذريًا في المحتوى والطرح؟ ونوعية البرامج سواء كانت إذاعية أو تلفزيونية، وكذلك الصحافة ونوعية ما يطرح فيها من مقالات وتقارير، مع وجود سقف حرية قوامه الشفافية دون المساس بالثوابت، ودون خدمة أجندة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى