عام

تكرار الترجمة إثراء

الترجمة بل وتكرار ترجمة الكتاب الواحد عدة ترجمات هي السبيل الحقيقي لمتابعة الإبداعات العالمية؛ حيث تتنوع أساليب المترجمين، وتتعدد دور النشر مما يتيح طلاقةً أكثر ورواجًا أوسع، وهذا هو الذي يحصل في كل اللغات؛ حيث تتكرر ترجمة الإبداعات العالمية مرارًا بل إن إبداعات شكسبير على سبيل المثال تتكرر ترجماتها بدون توقف ربما في كل جيل عددًا من المرات؛ لأن تكرار الترجمة يضيف ثراءً في المضمون وتنوُّعًا في الأداء وفُرَصًا أكثر للانتشار والرواج، وكل هذا يُعَد إثراءً للثقافة وشحذًا للغة وتيسيرًا للقراءة.
إن ترجمة إبداع العالم هي السبيل لوفرة مناهل المعرفة؛ فحتى الذي يجيد إحدى اللغات الأجنبية فإنه بدون تدفق الكتب المترجمة سيبقى محرومًا من فيوض الإنتاج العالمي المنشورة في اللغات التي لا يجيدها في مجالات الفكر والفلسفة والأدب والفن بل لأن المترجم المحترف يكون أكثر إلمامًا بدقائق اللغة وأعمق إدراكًا لمحتوى النص الذي يترجمه لذلك فإن من يجيد لغة أجنبية؛ فإنه في الغالب يفضل أن يقرأ الترجمة بدلًا من العودة إلى الأصل؛ فالتعلم في الكِبر لا يحيل اللغة إلى سليقة تلقائية الحضور.
ولأن الترجمة هي نوعٌ من التأليف؛ حيث يكون المترجم المتمكن حاضرًا؛ لذلك فإن للكتب التأسيسية عددًا من الترجمات.
ولأن مؤلفات الفيلسوف الأكبر كانط تُعتبر في طليعة الأصول التأسيسية؛ فإن لمؤلفاته عددًا من الترجمات باللغة العربية.
فكتابه الرئيسي (نقد العقل المحض) تَرجَمه أحمد الشيباني بعنوان: (نقد العقل المجرد) كما ترجمه موسى وهبة ثم عاد وهبة في الطبعات اللاحقة إلى الترجمة ونقحها؛ فصارت كأنها ترجمة جديدة، والتزم بعنوان: (نقد العقل المحض) أما الناشر فهو دار التنوير في بيروت.
كما قام غانم هنا بترجمة الكتاب ملتزمًا بالعنوان نفسه (نقد العقل المحض)، وقد نشرته المنظمة العربية للترجمة بالاشتراك مع مركز دراسات الوحدة العربية.
وقد انتُقِد الشيباني على اختيار مفردة (المجرد) بدلًا من مفردة (المحض)، ودافع عن رؤيته في مقالاته الفكرية.
وأغلب مؤلفات كانط هي من النصوص التأسيسية؛ لذلك تجد للكتاب الواحد عددًا من الترجمات وعلى سبيل المثال فإن كتابه عن فلسفة الجمال الذي جاء بعنوان: (نقد مَلَكَة الحكم) قد ترجَمه غانم هنا ونشرته المنظمة العربية للترجمة ومركز دراسات الوحدة.
أما الترجمة الثانية لكتاب فلسفة الجمال؛ فقد نشرته مؤسسة (كلمة) بالإمارات العربية المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com