المقالات

«المدرب» البارد و «الإعلام» الساخن

تابعت مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب الصيني بكل شغف وحب ووطنية مثل بقية الشعب، لتدور أحداث المباراة في سجال غير متناسق وفي لحظة غادرة يخطف المنتخب الصيني هدفًا من ركلةٍ ركنية ليضيق الخاطر قليلًا، لكن مع وجود التفاؤل واليقين بعودة المنتخب السعودي لأنهم فعلوها كثيرًا، ثم تأتي الضربة الثانية على الرأس بطرد اللاعب (كنو) الذي تصرف تصرفًا غريبًا؛ وكأنه ليس بمحترف أو لاعبٍ دولي وفي مهمةٍ حساسة، لكن زاد تفاؤلي ولا تستغربون ذلك، بسبب أننا شعب لا ننتج إلا تحت الضغط، فقد كُنا أيام الدراسة نلهو ونلعب ولا نستشعر بالمسؤولية إلا عند قُرب الامتحانات؛ فتبدأ العزيمة والإصرار ثم تحقيق النتائج المبهرة، وقد استشعر لاعبو المنتخب الخطر والضغط، وأبدعوا في المتبقي من الشوط الأول وسجلوا التعادل، فرحة عارمة أصابتني وأصابت من حولي ليبدأ بعدها الشوط الثاني بتكتيك المدرب الأنيق (البارد) مانشيني، وهو التكتيك الذي يحبه الطليان الدفاعي وإغلاق المساحات والذي بكل صراحة لا نحبه نحن (الساخنين)، نحن نحب فتح المساحات والمهارات والفنيات وفي النهاية قد لا تفيدنا، ثم نسجل الهدف الثاني بنفس طريقة الهدف الأول بل بنفس طريقة هدف الصينيين عن طريق الركنيات. عاقبناهم بطريقتهم في ملعبهم، في المقابل المدرب الأنيق (البارد) عاقب الإعلام الرياضي (الساخن) بفوزه وبنقص لاعب وبتكتيكه المفضل.
على فكرة مانشيني يبدو شابًا أنيقًا؛ لأنه مدرب إيطالي بارد !
بالتوفيق لمنتخبنا الوطني في كل المحافل، ووصيتي لهم لا تنتظروا حتى تشعروا بالخطر والضغط لكي تبدعوا، تكفون لا ترفعون ضغطنا يا أبطال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى