المقالات

احذر أن تكون ظالمًا..

من عجيب الأمر أنك تجد إنسانًا يصلي ويصوم بل وحتى يقوم الليل ويقع في ظلم الناس ولا يعير ذلك انتباهًا، ظنًا منه أنه أصاب الصواب ربما أخذ مالا ليس له فيه حق، ولربما قال كلمة زور وبهتان في شخص هو منها براء، أو حتى تسبب في قطع رزق حلال بقوة مكنها الله له على ضعيف مسكين، فلتعلم أيها الإنسان أن الحياة ليست بدوام وعند الله تجتمع الخصوم وحينها لا ينفع مال ولا نسب ولا حسب ولا سلطة ولا جاه إلا من أتى الله بقلب سليم معافًا من حقوق الناس التي لا يغفرها الله إلا بأن تُرَد لأصحابها، فلتعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولتعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وقد تنام هنئ العين وعين المظلوم لا تنام؛ مهموم القلب يدعو الله عليك وأن الله ناصرها ولو بعد حين.
نصيحتي لنفسي ولإخواني المسلمين على كل واحد منا أن يراجع نفسه فيما اغترفه أو عمله من ظلم واعتداء على غيره وأن يرد الحقوق لأهلها ولا تعتقد بكسرك لقلب إنسان فأنت منتصر؛ وإياك أن تستغل قوة ومكانة وضعك الله فيها على أخيك المسلم وهذه الوصية النبوية المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يظلمه وفي الحديث الآخر من كانت عنده مظلمة من أخيه من عرضه، أو ماله فليتخلله اليوم قبل أن يؤخذ، حين لا يكون دينارًا ولا درهمًا، وإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه، فجعلت عليه. كما قال القائل: (قبل أن تواجه الناس بعيوبهم، واجه نفسك بعيوبها، فلربما تكون أنت الظالم)

د. مختار محمد خليل

كلية الباحة الأهلية للعلوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى