السواد الأعظم من الناس يغفلون عن التفكر والتبصر في الكثير من النعم التي أنعمها الله على الإنسان في الحياة الدنيا. فقد قال الله تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (سورة الذاريات الآية 20)؛ حيث خلقنا الله – سبحانه وتعالى- في أحسن تقويم وأكرمنا على جميع المخلوقات وهذا الكرم يستحق منا التفكر والتدبر والشكر، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) (سورة الإسراء الآية 70). ومن أجلّ النعم التي أنعم الله بها علينا وعلى هذه البلاد (المملكة العربية السعودية) نعمة الأمن والاستقرار وعدم الشعور بالخوف منذ تأسيس بلاد الحرمين الشريفين على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- إلى يومنا الحاضر ومن ثم في عهد أبنائه الملوك، آمنون مطمئنون في منازلنا، آمنون في الطرقات وفي الأسواق، آمنون في كل مكان وأي زمان! نعم آمنون لم نشاهد مناظر الرعب والقتل والتدمير واختلال الأمن؟ لا نشعر بالقلق على أبنائنا في البيت أو المدرسة أو في الشارع؟ لا نحمل أسلحتنا في كل مكان، لأن هناك حماية مجانية لنا بتوفيق من الله تعالى ثم من ولاهم الله أمرنا حفظ أمن هذه البلاد الشاسعة المترامية الأطراف ونحن سعيدون في أفراحنا ومنشغلون في مناسباتنا ومطمئنون في بيوتنا وبين أهلينا. نعم.. إنها الحقيقة. فلا حياة مع الخوف ولا راحة مع القتل والتدمير الذي كدر حياة الكثير من المجتمعات من الذين كانوا يتمتعون بالأمن في بلادهم، وعندما أضاعوه أصبحوا يتحسرون عليه بسبب الدمار والفتن وتعدد الطوائف وكثرة العصابات، ولا بد من الإشارة إلى أن من أسباب الغفلة عن النعم أن الكثير من الناس يحصرون نظرتهم إلى ما أنعم الله به عليهم من الجاه والمال والصحة أو الوظيفة أو ما شابه ذلك وينسون أهم النعم وأصدقها، وهي نعمة الأمن والأمان في الأنفس وفي الأوطان. فيجب أن نعض بالنواجد وبقوة على أمن هذه البلاد التي حباها الله بالكثير من الخيرات والنعم، وأن نقف صفًا واحدًا لا يتزعزع خلف قيادتنا الرشيدة ولا ننساق خلف أعدائها، يجب أن نغرس حب الوطن والولاء في الأنفس وفي الأبناء والأجيال، يجب أن نحذرهم من أكاذيب الأعداء وكثرة المأجورين في وسائل الإعلام المتعددة، يجب أن نكون قدوة حسنة في العمل وفي الطريق وفي المنزل، يجب ألا نغفل عن شكر الله تعالى ثم شكر من ولي أمرنا فمع الشكر تدوم النعم؛ لأن هذا من صفات المؤمنين الشاكرين. قال الله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (سورة الضحى الآية 11). ويتجسد معنى وأهمية الأمن في قول رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).
نحمد الله تعالى ونشكره أن قيض لنا حكومة رشيدة عادلة تحكم بشرع الله، وتسعى جاهدةً فيما يحقق أمن ورفاهية شعبها، ونحمده تعالى على مجتمع نبيل متدين يقف خلف قيادته بكل محبة وإخلاص.