قناديل مضيئة
وأنا أتابع قصة انتحار الطالبة بإحدى المدارس التي تناقلتها بعض المواقع الإخبارية هذا الأسبوع، وهزّت الشارع السعودي لم يُخالجني شك أن الطالبة -رحمها الله- كانت تعيش بمعزلٍ عن أحد والديها، وهذا ما أكدته تلك الأخبار المتداولة .. حيث يعتبر انفصال الوالدين من التجارب الصعبة التي يمكن أن تؤثر بشكلٍ كبير على حياة الأبناء، وتختلف التأثيرات حسب طبيعة الانفصال وعمر الطفل ومدى الدعم المُتاح لهم من الأسرة والمجتمع، ويمكن تقسيم هذه التأثيرات إلى عدة جوانب نفسية واجتماعية وسلوكية؛ حيث يواجه الأطفال تحديات فريدة في كل مرحلة فانفصال الوالدين يخلق تغيرات كبيرة في الحياة اليومية للأبناء؛ مما يؤدي إلى مشاعر معقدة مثل: الحزن والغضب والشعور بالذنب أو الخوف، ويعاني الأطفال الصغار على الخصوص عادةً من عدم القدرة على فهم السبب الحقيقي للانفصال، وغالبًا ما يظنون أنهم السبب وراء ذلك، وفي المقابل قد يشعر المراهقون بالغضب تجاه أحد الوالدين أو كليهما، ويظهر لديهم شعور بالخيانة أو عدم الثقة في العلاقات الإنسانية، إن التوتر العاطفي الناتج عن الانفصال يمكن أن يؤدي إلى حالات مثل الاكتئاب أو القلق؛ وخاصة إذا كانت هناك صراعات مستمرة بين الوالدين ويظهر تأثير انفصال الوالدين بشكل واضح على الأداء الدراسي للأطفال؛ نتيجة لاضطراب البيئة الأسرية حيث يفقد الأطفال القدرة على التركيز أو التحفيز وفي بعض الحالات يشعر الأطفال بالضغط لتحمل مسؤوليات إضافية في المنزل مثل: العناية بالأشقاء الأصغر سنًا؛ مما يؤدي إلى تراجع في مستواهم الدراسي كما يعاني بعض الأطفال من مشاعر القلق المتعلقة بالاستقرار المالي أو الخوف من فقدان أحد الوالدين مما يزيد من صعوبة الحفاظ على أدائهم الدراسي وتحصيلهم العلمي، وتؤثر تجربة الانفصال بشكل مباشر على العلاقات الاجتماعية للأبناء، وقد ينسحب البعض منهم من التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم بينما يتجه آخرون نحو سلوكيات عدوانية كرد فعل للضغوط النفسية التي يواجهونها كما تؤثر سلبًا على قدرتهم على تكوين صداقات أو التفاعل بشكل صحي مع الآخرين، وقد يصبح الأبناء أكثر اعتمادًا على أقرانهم كبديل عن الوالدين أو قد يتبنون سلوكيات غير مرغوبة نتيجة للشعور بعدم الاستقرار أو عدم الرضا عن الوضع العائلي ويترك الانفصال لدى الأبناء أثرًا عميقًا يمكن أن يؤثر على رؤيتهم للعلاقات الزوجية والحياة الأسرية مستقبلًا وكثير من الأبناء الذين يشهدون انفصال والديهم يكبرون، ولديهم شعور بالخوف من الفشل في العلاقات الشخصية، وقد يتجنبون الالتزام في العلاقات المستقبلية أو يكون لديهم صورة سلبية عن الزواج والأسرة.